للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعَيْن أبي قِلَابَة، فقال الطَّائر لصاحبِهِ: الله أكْبَر، انْزِل إليهِ فقد وجَدْتُ في جَوفِه تكبيرةً كَبَّرها في سَبيل الله عزَّ وجلَّ عليّ سُور أَنْطاكِيَة، فأخْرَج الطَّائر خِرْقةً بيضاءَ، فَلَفَّا رُوْحَهُ في الخِرْقَةِ ثمّ احْتَملاها، ثمّ قالا: يا أبا قِلَابَة، قُم إلى ابن أخيك فادْفنه؛ فإنَّهُ من أهْل الجَنَّة. قال: وكان أبو قِلَابَة عند النَّاس مَرْضيًا، فخَرج إلى النَّاس، فأخْبرهم بالّذي ظَهَر: قال: فما رأيتُ جَنازةً أكْثَر أهْلًا منها (١).

فَصْلٌ في صِفَة البَحْر الشَّاميّ وطُوله وعَرْضه

ذَكَر أبو العبَّاس أحمدُ بن مُحمَّد بن يَعْقُوب ابن القَاصّ، قاضي طَرَسُوس، في كتاب دَلائِل القِبْلَة (٢)، قال: وأمَّا بَحْرُ الرُّوم، الّذي هو بَحر إِفْرِيقِيَّة والشَّام، فيكُون من عند الخَليْج الّذي يخرجُ من عند البَحْر الأخْضَر إلى المَشْرِق، يَمُدّ إلى صُوْر وصَيْدَا وأَنْطاكِيَة وطَرَوسُوس، طولُهُ خَمْسَة آلاف مِيل (a)، وعرضُه في مكانٍ سَبْعمائة مِيْل، وفي مكانٍ ثمانمائة مِيل، يَخرجُ منه خَلِيْجٌ إلى نَاِحيَةِ الشَّمَالِ قريب من الرُّومِيةِّ، طول ذلك الخَلِيْج خَمْسُمائةَ مِيْل يُسَمَّى آرْس (b)، وخَلِيْج آخرَ


(a) أفلت من نقل ابن العديم قول ابن القاص بعد هذا (ومثله ابن رستة: الأعلاق النفيسة ٨٤): وعرضه في مكان ستمائة ميل.
(b) ابن القاص: الرس، وابن رستة: الأعلاق النفيسة ٨٥: أذريس.

<<  <  ج: ص:  >  >>