للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكرُ المَرْزَبَان (١)

واسْمها الصَّحيح البَرْسَمان فغُيّر، وغلَب هذا الاسْم عليها، ولها قَلْعَةٌ قد تَشَّعثَت وتَهَدَّمت، وهي قَرْيَة كبيرة، وأهلُها أَرْمَنُ أهْل ذِمَّة.

وكانت في يد قِلِيْج أَرَسْلَان (a) بن مَسْعُود بن قِلِيْج أَرَسْلَان السَّلْجُوقِيّ، فاسْتَولى عليها نُور الدِّين مَحْمُود بن زَنْكِي وأخَذَها من يَده، والسَّبب في ذلك أنَّ المَلِك المُسَمَّى ذُو النُّون بن الدَّانشمَند كانت مَلَطْيَة وسِيْوَاس وغيرهما في يَده، فضَايقَه قِلِيْج أَرَسْلَان، وقَوي عليه، فأخَذ بلادَهُ من يده، فقَصَد نُور الدِّين مَحْمُود ابن زَنْكِي، وتعلَّق بهِ، فأكْرَمهُ، وأحْسن إليه، وشَفَعَ فيه إلى قِلِيْج أَرَسْلَان، فلم يَشَفِّعْه، فدخَل إلى بلَادهِ، واسْتَولى على البِلادِ الشَّاميَّة منها؛ مثل: المَرْزَبَان، وكَيْسُوم، ومَرْعَش، وبَهَسْنى، وعَجز قِلِيْج أَرَسْلَان عن مُقاوَمته (٢). وتحرَّك الفِرِنْج بنواحي حِمْص، فعاد نُور الدِّين بسَبَبهم.


(a) ضبْطه بإسكان السين من المصنف حيثما يرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>