للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقُسْطَنْطِينِيَّة، وعَزم على أنْ يَعْهَدَ إليه في مَرض مَوْته، فصَدَفَهُ عن ذلك رَجَاءُ بن حَيْوَة، فعَهِدَ إلى عُمَر بن عَبْد العَزَيْز.

وقيل: إنَّ رَجَاء أشَار بهِ أوَّلًا، فامْتَنعَ سُليْمان لكَونه ابن أَمَةٍ، وكانت بنو أُمَيَّة يَتَجنَّبُون وِلَايَة الخِلَافَة لأوْلَاد الإمَاءِ، ويقُولون إنَّها تَخْرُج عنهم من يَدِ ابن أَمَةٍ، فَخَرجَت من يَد مَرْوَان بن مُحَمَّد، وهو آخرهم، وكان ابن أَمَةٍ.

وذكَرَ أبو حَاتِم سَهْل بن مُحَمَّد السِّجِسْتَانِيّ في كتاب الوَصَايَا (١)، قال: وحدَّثُونا عن ابن عَيَّاش، قال: أخبَرَني حِصْنٌ، قال: كان ابنُ سُليَمان غَزَا مَعَنا الصَّائِفَة، قال: فما رَأينا رجلًا كان أَوْرَعَ، ولا أحْسَن صَلَاةً، ولا أكْثَر صَدَقَةً منه، قال: فواللَّهِ إنِّي لقائمٌ على رَأسِ سُليْمان أذُبُّ عنه، إذ تَشَمَّمَ، فذَكَرَ حَدِيث مَرض سُليْمان ووَصِيَّته، وطَلَبِه رَجَاء بن حَيْوَة إلى أنْ قال له: مَنْ تَرَى لهذا الأمر يا رَجَاء؟ قال: ابْنك دَاوُد، قال: كيفَ وهو ابن أُمّ ولدٍ، وأهْل بَيْتي لا يَرَوْنَ ذلك؟ وذَكَرَ تَمَام الحِكايَة (٢).

دَاوُد بن سُلَيمان، إمَام طَرَسُوس

رَوَى عنهُ حَفْص بن عُمَر الحَوْضِيّ. رَوَى عنهُ يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صَاعِدٍ أبو مُحَمَّد.

دَاوُد بن صالح بن علّي بن عَبْدِ اللَّه بن العبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب الهاشِميُّ

له ذِكْرٌ، وأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، يُقال لها جَوْهَر، ولا عَقِبَ له الآن من بني صالح بن عليّ، وكان من أكَابِر وَلد صالح، وُلِدَ بالرُّصَافَة، وماتَ بحَلَب.


(١) المعمرون والوصايا ١٦٦.
(٢) انظر تمام الحكاية في ترجمة: حصن، في الجزء السادس من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>