للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ولمَّا ماتَ أحْمَدُ بن طُوْلُون، أظْهَرَ أحْمَدُ بن يَدغبَاش بدِمَشْقَ الدَّعْوَة لأحمد بن المُوَفَّق، وخَلَعَ أبا الجَيْشِ، فلم يَزل على دِمَشْق إلى أنْ قَدِمَ المُعْتَضِد بالله أحْمَد بن المُوَفَّق، وهو وَليُّ عَهْد المُعْتَمد إِذ ذاك، إلى دِمَشْق، ثمّ خَرَجَ عنها إلى نَاحيَةِ الرَّمْلَة، فالْتَقَى هو وأبو الجَيْشِ خُمَارَوَيْه بن أحْمَد بن طُوْلُون بالطَّوَاحِين من الرَّمْلَة، فهَزَم كُلّ واحدٍ منهما صاحبَهُ، ورجَعَ أحْمَدُ إلى العِرَاق، وصارَ أبو الجَيْش إلى دِمَشْق فملَكَها.

قُلتُ: قَوْله: إلى أنْ قَدِمَ المُعْتَضِد بالله أحْمَد بن المُوَفَّق وهو وَليُّ عَهْد المُعْتَمد، يُريدُ أنَّ المُوَفَّق ولي عَهْد المُعْتَمد إذ ذاك؛ لأنَّ المُعْتَضِد وَلِي عهْد المُعْتَمد في مُحَرَّم سَنَة تِسْعٍ وسَبْعِين ومَائتَيْن بعد أبيهِ المُوَفَّق، واللهُ أعْلَمُ.

أحمدُ بن يَرَنْقُش بن عَبْد الله العِمَادِيُّ، أبو العبَّاس الأَمِيرُ نَاصِر الدِّين ابن الأَمِير مُجَاهِد الدِّين (١)

كان أبوهُ يَرَنْقُش من مَمَالِيْك عِمَاد الدِّين زَنْكِي بن مَوْدُود بن زَنْكِي صاحب سِنْجَار، ووُلد ابنُه أحْمَد هذا بِسنْجَار، وتقدَّم وصار أُسْتَاذ دَار قُطْب الدِّين بن عِمَاد الدِّين، وكان أميرًا مُكَمَّلًا، فَاضِلًا، شَاعِرًا، حَسَنَ الأخْلَاق، طَيِّبَ المُعَاشَرَة، وكان مُتَموِّلًا، وله أمْلَاكُ كثيرة (a) بِسنْجَار، ووَجَاهة عَظِيمَة، فتغيَّرَ عليه قُطْب الدِّين بن عِمَاد الدِّين، مَوْلاهُ، وقبَضَ عليه، وعذَّبَهُ بالجُوع والعَطَش، وأخَذَ جميع مالهِ، وحَبَسَهُ حتَّى مات.


(a) مهملة في الأصل، فهي بين الكثرة أو الكبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>