للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد قَدِمَ علينا صَلَب قبل ذلك في أيَّام المَلِك الظَّاهِر، وأقام بها مُدَّةً، وسَكَن بدَرْب العُدُول، ثمّ عاد إلى سِنْجَار.

رَوَى لنا عنْهُ أبو المَحَامِد إسْمَاعِيْل بن حَامِد القُوصِيّ، وأبو الحَسَن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن دَبَابَة الحنفِيّ السِّنْجَارِيّ، وأخْبَرَني ابن دَبَابَة أنَّ أحْمَد بن يَرَنْقُش كان في صَدْر عُمره مُسْرفًا على نَفْسهِ، وأنَّهُ أقْلعَ وتابَ تَوْبَةً حَسَنةً. قال: وكان يَصُومُ الهَوَاجر، ويقُومُ اللَّيْل.

أنْشدَني أبو الحَسَن عليّ بن الحُسَن بن عليّ بن دَبَابَة السِّنْجَارِيّ بها، قال: أنْشَدَني نَاصِر الدِّين أحْمَد بن مُجَاهِد الدِّين يَرَنْقُش بن عَبْدِ الله العِمَادِيّ لنَفْسِه (١): [من مجزوء الوافر]

مَشِيْبُ الرَّأس حينَ بَدَا … يقُول دَنَا الّذي بَعُدَا

فقُم بادِرْ إلى عَمَلٍ … يُسُرُّكَ أنْ تَرَاهُ غَدَا

فيَوْمَكَ ذا إذا ما فا … تَ ليسَ بعَائدٍ أبَدَا

وأنْشَدَني أبو الحَسَن بن دَبَابَةَ، قال: أنْشَدَني أحْمَدُ بن يَرَنْقُش لنَفْسِه (٢): [من الطويل]

تَقُول وقد وَدَّعْتُها ودمُوعُها … علِى نَحْرِها من خَشْيَةِ البَيْن تلتَقي

مَضَى أكْثَرُ العُمْر الّذي كان نَافِعًا … رُويْدَكَ فاعْمل صَالِحًا في الّذي بَقِي

أنْشَدَنا أبو المَحَامد القُوصِيّ، قال: أنْشَدَني الأَمِير نَاصِر الدِّين أبو العبَّاسِ أحْمَد ابن الأَمِيرِ مُجَاهِد الدِّيَن يَرَنْقُش، أُسْتَاذ دَار المَلِك المَنْصُور قُطْب الدِّين صاحب سِنْجَار، رحِمَهُ اللهُ، وذلك حينَ مَقْدمي إلى سِنْجَار رَسُولًا عن المَلِك العادِلِ،


(١) الأبيات في قلائد الجمان ١: ٣٤٣.
(٢) البيتان في قلائد الجمان ١: ٢٤٣، وعقد الجمان ٣: ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>