للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو إسْحَاق بن شهرَام الكَاتِبُ، ويُعْرَف بابن ظَلُوم المُغَنِّيَة الشْهرَاميَّة (١)

واخْتُلِف في اسْمُه؛ ففيل: عَبْد اللّه بن مُحَمَّد بن شهرَام، وقيل: مُحمَّد بن عَبْد اللّه بن شهرَام، وقد أشرْنا إلى ذلك فيما تقَدَّم (٢)، وقيل في جَدِّه: شَهْرَان.

قَدِمَ حَلَب، واخْتَصَّهُ سَيْفُ الدَّوْلَة أبو الحَسَن عليّ بن عَبد اللّه بن حَمْدَان لخِدْمَته، وأفْضَى إليهِ بأسْرَاره، وكان يُسَيِّره في رَسَائل إلى مَلِك الرُّوم، ووَزر بعدَهُ لابْنهِ شَرِيف، وكان مُدَبِّر دَوْلتَه.

وأُمُّه ظَلُوم الشَّهْرَامِيَّة جَارِيَة أبيهِ، وبهِ تُعْرَف، وكانت من المُحْسنَات في الغِنَاء، وكان أبو إسْحَاق كَاتِبًا مُجِيْدًا، وشَاعِرًا مُحْسنًا، رَوَى عنه أبو عَبْد اللّه الحُسَيْن بن أحْمد بن خَالوَيْه شَيئًا من شِعْره.

أَخْبَرَنَا أبُو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكنْديّ إجَازةً، قال: أَنْبَأْنَا أبو بَكْر مُحمَّد بن عَبد البَاقيّ، عن أبي القَاسِمِ عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ التَّنُوخِيِّ، قال: أَخْبَرَنَا أبي المُحَسِّن بن عليّ (٣)، قال: حَدَّثَنَا أبو القَاسم بن مَعْرُوف، وذَكَرَ حِكَايةً وَقَعَت في مَجْلِس سَيْف الدَّوْلَة بحَلَب، قال فيها: ثُمَّ اسْتَدْعَى - يَعْني سَيْف الدَّوْلة - أبا إسْحَاق بن شَهْرَام المَعْرُوف بابن ظَلُوم المُغَنِّيَة، وكان يَكْتُب له، ويَتَرَسَّل إلى مَلِك الرُّوم، ويَبْعَثه في صَغِير أُمُوره وكَبِيرها، وذَكَرَ تَمام الحِكَايةِ.


(١) توفي سنة ٣٧٤ هـ، وترجمته في: الفرج بعد الشدة ٣: ٤١ - ٤٢، ٥: ١٨ (وسماه: أبو إسحاق مُحَمَّد بن عبد اللّه بن مُحَمَّد بن شهرام الكاتب)، ونشوار المحاضرة ٣: ١٨١ - ١٨٢، تجارب الأمم لمسكويه ٦: ٢٢ - ٢٧ (وفيه جملة من أخباره مع الرُّوم تدل على الدهاء والحنكة)، القفطي: تاريخ الحكماء ٣١، زبدة الحلب ١: ١٤٦.
(٢) إن كان قد ترجم له فيكون في الضائع من الكتاب في تراجم العبادلة أو المحمدين.
(٣) نشوار المحاضرة ٣: ١٨١، الفرج بعد الشدة ٣: ٣٨ - ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>