للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وهذان القَوْلان حَكَاهُما كَمال الدِّين بن العَدِيْم في تارِيْخِهِ" (١).

عَبْد البَاقي بنُ مُحَمَّد بن عليّ بن إسْماعِيْل بن عَبْد البَاقي بن مُحَمَّد بن أبي يَعْلَى بن عبدِ اللهِ بن الخلَيْل بن إبْرَاهيم الوَزير، أبو المُظَفَّر بن أبي جَعْفَر، البَغْدَاديُّ أصْلًا، المَوْصِليُّ المَوْلد والمَنْشأ

" حَدَّثَني القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَلَبِيّ، أبْقَاهُ اللّهُ تعالَى، قال: وصَلَ أبو المُظَفَّر عَبْد البَاقي بن مُحَمَّد بن أبي يَعْلَى من المَوْصِل إلى حَلَب في سَنَة إحْدَى وسِتِّمائة، وخَدَمَ المَلِك الظَّاهِر غازِي بن يُوسُف بن أيُّوب، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالَى، مُسْتَوفيًا في الدّيوان، وكانَ ابن أبي يَعْلَى يَتوصّل إلى المَلِك الظَّاهِر؛ يَجْمع الأمْوَال، ويَظْلم له النَّاس، ويَفْتح له أبْوابًا يَحْمله على التَّعَدِّي على الرَّعِيَّة، ارْتَفعَ مَكانهُ عندَهُ، وعَظُمَ مَحلّه، إلى أنْ تَفَرَّد بأمْرِ الدِّيْوان، وكانَ الوَزِيْرِ نظام الدّين مُحَمَّد بن الحُسَين صاحِب سِرِّ المَلِك الظَّاهِر والمُتَمكِّن عنده، وكان يُحَسِّن للمَلِك خِلاف ذلك من الإحْسَان إلى الرَّعِيَّة، وكَفِّ أَيْدِي الظَّلَمَة، واحْتِرام الأكابِر، فاتَّفق مَوته، فقَوِي أمْرُ ابن أبي يَعْلَى بعده، ونفى شَرَف الدِّين ابن الحُصَيْن مُتَولِّي ديْوان الإنْشْاء، وصَارَ بين ابن أبي يَعْلَى وبينَهُ عَدَاوَةٌ بن الباطِن إلى أنْ ماتَ ابن الحُصَين، فاسْتَفحلَ أمْرُ ابن أبي يَعْلَى، وعَظُمَ شَأنه، واسْتَقلَّ بالأمُور كُلّها، ونَظَرَ في جَمِيع أعْمال الدَّوْلَة، وأضافَ المَلِك الظَّاهِر إليهِ دِيْوان الإنْشاء، ولَم يَزَلْ كَذلك إلى أنْ مَرِضَ المَلِك الظَّاهِر، مَرَضَ مَوْته، وأوْصَى بالمَلِك بعده لوَلدهِ المَلِك العَزِيْز مُحَمَّد ثُمّ بَعدُه للِمَلِك الصَّالح، وأنْ يكُون الوَزِيْر ابن أبي يَعْلَى على ما هو عليه، في خِدْمةِ وَلده المَلِك العَزِيزِ، واسْتَوثَق ابن أبي يَعْلَى من الأُمَرَاء بالأيْمان على ذلك، وحَدَّثته نَفْسهُ بأَشْياء انْعَكَست عليه بعد ذلك.


(١) الأعلاق الخطيرة ١/ ١: ٢٧٤، ونقله بنصه سبط ابن العجمي: كنوز الذَّهب ١: ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>