وإمام الحنَفِيَّة لا غير، وبقي الأمرُ كذلك مُدَّةً، وكان البَدْلِيْسِيُّ في ابْتداءَ أمْرِه صُوفيًّا مُجرِّدًا، حُكِي عنه أنَّهُ كان في الدُّوَيْرَة، فإذا أصَحابَهُ احْتلامٌ اغْتَسَل بالماء الباردِ، فقال له بعضُ النَّاسِ: لو جَعَلْتَ تحت سجَّادتكَ صحيحًا تدخُل به الحَمَّام، فقال: أنا أُظْهرُ التَّصَوُّف فكيف أدَّخِرُ شيئًا.
ثمّ أَثْرى بعد ذلك من التِّجَارة فيما كان يأخُدُه من الأجْر على الصَّلاة، ومن قَبُول الصِّلَاتِ، واشْترَى بستَانًا.
وماتَ وخَلَّفَ قِطْعَةً من المال، وكانت وفاتُهُ في الثَّالث من ذِي الحِجَّة سَنَة خَمْسٍ وثَلاثين وخَمْسِمائَة، ودُفِنَ ببُسْتَانهِ من أرض كَفْر يَامُقْرَى.
إسْمَاعِيْلُ بن الفَضْل
حدَّثَ بطَرَسُوسَ عن أبي أُمَيَّة مُحَمَّد بن إبْراهيم الطَّرَسُوسِيّ، رَوَى عنهُ أحْمَد بن مُحَمَّد بن هَارُون الخَلَّال، وسَمِعَ منه بطَرَسُوس.
حَرْفُ القَاف في آباءِ مَن اسْمُهُ إسْمَاعِيْل
إسْمَاعِيْلُ بن القَاسِم بن إسْمَاعِيْل الإمَامُ، أبو القَاسِم الحَلَبِي الخَيَّاطُ المُؤدِّب (١)