للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَنِ الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرنا أبو القَاسِم هِبَةُ الله ابن أحْمَد الحَرِيرِيُّ، قال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم بن البُسْرِيّ، عن مُحَمَّد بن جَعْفَر ابن النَّجَّار، قال: وقالت الأطبَّاءُ: كُلُّ ماءٍ في نَهْر فَطِيرٌ إلَّا ماء فُرَات فإنَّهُ خَمِيْرٌ؛ لكثرة اخْتلاطِ الأهْويَةِ به، وتكسِير المَهْدَزانات (١) له، وهذه المَهْدَزاناتُ عُمِلَتْ لتَكْسِير حِدَّة الماءِ.

قُلتُ: وإلى زَمَننا هذا يُخْتار ماء الفُرَات للخُلفاءَ عِلى ماءِ دِجْلَةَ، فإنَّ دِجْلَة تَمُرّ ببَغْدَاد بدُوْر الخَلِيفَة، ويُحْمل الماءُ لشُرب الخلَيفَة من نَهْر عِيسَى، وهو نَهْرٌ يأتي مِن الفُرَاتِ، ويَصُبّ في دِجْلَة، حتَّى أنَّ السَّقَّائين ببَغْدَاد يُمْنَعُونَ أنْ يَسْتَقُوا للعَامَّةِ من نَهْر عِيسَى، فلا يُمَكَّن من الشُّرب منهُ إلَّا أهْل الدُّور الّتي هي على نَهْر عيسَى، وما يُقاربُهَا.

وقَرَأتُ فيما علقْتُهُ من الفَوائد: وقيل: إنَّ الفُرْس تُسَمِّي نَهْر الفُرَات عندَهُم نَهْر شيْر، وهو نَهْر الملك، وكانوا يَرَونَ سَقي الفُرَات وثَمارهُ أفْضَل من سَقي دِجْلَةَ وأحْلَى وأجْوَد.

بابٌ في ذِكْرِ ما جاءَ في فَضْلِ الفُرَات من الأحادِيْثِ والآثار

أخْبَرَنا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَن بن زَيْد الكِنْدِيُّ، كتابةً، وسَمِعْتُهُ بدمَشْقَ في مَنْزلِه، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم هِبَةُ الله بن أحْمَد بن عُمَر الحَرِيرِيّ، قال: أَخْبَرَنَا أبو القَاسِم بنُ البُسْرِيّ، قال: أخْبَرَنَا مُحمَّدُ بن جَعْفَر التَّمِيْمِيُّ إجَازَةً، قال: حَدَّثَنَا أبو القَاسِمٍ عَبْدُ اللهِ بن الحَسَن بن مَهْدِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحمَّد بن زَيْد الرَّطَّابُ، قال: أخْبرنا إبْرَاهِيْم بن مُحمَّد الثَّقَفِيّ، قال: أخْبَرَنَا يُوسُفُ بن بُهْلُول، قال: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ابن سُلَيمان الكِلابِيّ، عن سَعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادَةَ، عن أنَس بن مالِكٍ،


(١) لم أقف لها على تعريف سوى ما يُفهم من النصّ أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>