للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

فكأنَّما الأبْوَاب بابك وَحْده … وكأنَّما أنْتَ الخلَيْقَة أجْمَعُ

وبَقِي بعد هذه الرُّقْعَة أرْبَعة أشْهُر ومات" (١).

عَبْد الخالِق بن أنْجَب بن المُعَمَّر بن الحَسَن بن عَبْد الله بن عَبْد العَزِيْز بن مُحَمَّد بن القَاسِم بن روحنا الماردِينِيّ النَّشْتبريّ، ضِياء الدِّين

" ذَكَرَهُ أبو القَاسِم ابن العَدِيْم في تاريخ حَلَب، فقال في حَقِّهِ: الفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ المَعرُوف بالحَافِظ، فقيهٌ فَاضِلٌ، له مَعْرِفة بالفِقْه والحَدِيث واللُّغَة. وقد اجْتَمَعْتُ به في رَبْضِها، وسَمِعْتُ منه شَيئًا من الحَدِيث، وذَكَرَ لي أنَّهُ قَدِمَ إلى حَلَب في رِسَالة، ووَجَدتُه مُتَطلِّبًا إلى المقام بها.

وأوْقَفَني على إِجازَةٍ ادَّعَى أنَّ اسْمُه فيها، وفيها خَطّ وَجِيه بن طَاهِر وأبي مَنصُور الجَوالِيْقِيّ وغيرهما من أهْل عَصْرهما، فوَجَدْتُها مُزَوَّرة، وقد قَطَع الوِجْهَة الأوْلَى وغيرها، وكَتَبَ اسْمُه فيها، وأرادَ أنْ يَحْكِى خَطَّ الاسْتْدعاء، وقد بَقِى منه أسْطُر في الوِجْهَة المُقابِلَة للأوْلَى، فما حَاكاهُ، فأعادَ على خَطِّه وعلى الخَطِّ الَّذي يَلِيه فيما بَقي من الاسْتِدعاء ليُشْبِه الخَطَّ الأوَّل الثَّاني، فلَم يَشْتَبه علَيَّ، وظَهَرَ لي التَّباين من الخَطَّين، وكان سَماعه صَحِيحًا لكنَّه أفْسَدَ نَفْسه بشَرَهِه هذا.

قال لي إبْرَاهيم بن أبي عِيْسَى: العَجَبُ من الحافِظ ابن أنْجَب في كَوْنهِ يَزْعم أنَّ عُمره مائة وعَشر سِنين، وهو من أقْرَاني، وكُنَّا نَتَعَاشَر ونحنُ لَم نبْلغُ الحُلْم، وأنا ما بَلَغتُ الثَّمَانين إلى الآن! فمن أين جاءَهُ زِيادة ثلاثين سَنَة؟ " (٢).


(١) ابن سَعِيد الأندلسي: المُغرب في حُلى الغرب (قسم مصر) ١: ٢٥٧ - ٢٥٨.
(٢) لسان الميزان ٣: ٣٩٩ - ٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>