هَلْ تُونسَانِ بأعْلَى الشَّام هَاضبَةً … أم تشْهَدَان غَرِيْبًا عندَهُ الخَبَرُ
إنَّ الغَرِيْبَ ولو دَامَتْ سَلَامَتُهُ … وكان في نِعْمَةٍ تَسْرِي وتَبْتَكِرُ
تَعْتادُهُ ذِكْرٌ تمري بها دِرَرٌ … فما تَزالُ دُمُوعُ العَيْن تَبْتَدِرُ
ما أَنْسَ لا أنْسَ أيَّامًا لنا سلَفَتْ … والعُودُ أخْضَرُ في أفْنَانِهِ ثَمَرُ
هل مُبْلغٌ أهْلَ قِنَّسْرِيْنَ أنَّ لهُم … منِّي الثَّنَاءَ إلى أنْ ينْفَد العُمْرُ
أبو مُحَمَّد المَوْصِلِيُّ (١)
شَاعِرٌ كان في عَصْر سَيْفِ الدَّوْلَةِ أبي الحَسَن بن حَمْدَان، وكان معه بحَلَب، لَم يقَعْ إليَّ من شِعْره إلَّا أبْيَاتٌ خَاطَبَ بها سَيْف الدَّوْلَة، وقد ماتَتْ أُمّ سَيْفِ الدَّوْلَةِ نُعْمٌ.
قَرأتُ بخَطِّ صالح بن إبْراهيمِ بن رِشْدِين، من مَجْمُوعِهِ، قال: ماتَتْ أُمُّ الأَمِير أبي الحَسَن عليّ بن عَبْدِ اللَّه بن حَمْدَان، فرَثَاها النَّاسُ على طَبَقَاتهم فأطَالُوا، فقال أبو مُحَمَّد المَوْصِلِيُّ يُخَاطِبْهُ: [من الخفيف]
يا أميرًا عَلَا على النَّجْم همَّهْ … مثْل ما قد زَرَى على الخَلْق عَزْمَه
اكْثَر النَّاسُ فى التَّعَازي وقَالُوا … كُلّ مَعْنًى يُنْسِي أخا الهَمّ هَمَّه
فاخْتَصَرْتُ العَزَاءَ في نصْفِ بيْتٍ … كُلّ خَطْبٍ إذا تعَدّاك نِعْمَه
أبو مُحَمَّد الأدِيْبُ المَعَرِّيُّ
شَاعِرٌ من أهْلِ مَعَرَّة النُّعْمَان، رَوَى عنهُ نَصْر بن الحَسَن الدِّمَشقيّ.
أخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْدُ اللَّه بن الحُسَين بن رَوَاحَة الأنْصَاريِّ بحَلَب، وأبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَحْمُود الصُّوْفيّ بالقَاهِرَة، عن الحافِظ أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد
(١) ترجمته في: يتيمة الدهر ١: ٣٥٦ والأبيات فيه.