للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنْبَأَتْنا زَيْنَبُ بنتُ عبد الرّحْمن، قالا: أخْبَرَنا أبو الفُتُوح الشَّاذْيَاخِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم القُشَيْريّ (١)، قال: وقال أبو الحُسَين المالِكِيّ: كُنْتُ أصْحَبُ خَيْر النَّسَّاج سِنِين كَثِيْرة، فقال لي قبل مَوْته كانيةِ أيَّام: أنا أمُوت يَوْم الخَمِيْس وَقْت المَغْرب، وأُدْفَن يَوْم الجُمُعَة قبل الصَّلاةِ، وسَتَنْسَى هذا، فلا تَنْسَ (٦).

قال أبوِ الحُسَين: فأنسيْتُه إلى يَوْم الجُمُعَة (a)، فلَقِيَني مَنْ خَبَّرني بمَوْتِه، فخَرَجْتُ لأحضُر جنَازَته، فوَجَدْتُ النَّاس رَاجعين يقُولُون: يُدْفَن بعد الصَّلاةِ، فلم أنْصَرف فحَضَرتُ (c) فوَجدتُ الجنَازة قد أُخْرجَت قبل الصَّلاة كما قال، فسَألتُ مَنْ حَضَر وَفَاتَهُ، فقال: إنَّهُ غُشِي عليه ثُمَّ أفَاق، ثمّ الْتفتَ إلى نَاحِيَةِ البَيْت وقال: قِفْ عَافَاك اللَّه؛ فإنَّما أنتَ عَبْدٌ مأمُور وأنا عَبْد مأمُور، والّذي أُمرتَ به لا يَفوتكَ (d)، والّذي أُمِرتُ بهِ يَفُوتني، فدَعَا بماءٍ، وجدَّد وُضُوءَهُ وصَلَّى وتَمدَّد وغمَّض (e) عَيْنيهِ، فرُؤي في المَنَام بعدَ مَوْته، وقيل له: كيف حَالُكَ؟ فقال: لا تَسَل، تَخلَصْتُ عن دُنْياكم الوَضِرَة.

أبو الحُسَين الفَرَّاءُ الفَقِيه الطَّرَسُوسِيُّ

رَوَى عن حَامِد بن يَحْيَى البَلْخِيّ، رَوَى عنهُ مُحَمَّد بن خَمّ.

نَقَلْتُ من خَطِّ عَبْد اللَّه بن عليّ بن عَبْدِ اللَّه بن سُوَيْدَة التَّكْرِيتِيّ بها، وأنْبَأنَا به عنهُ سَمَاعًا منهُ عليّ بن شُجاع، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن سَعْد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد، قال: حَدَّثَنَا تَمِيْم، قال: حَدَّثَنَا الفَقِيه أبو اللَّيْث بن مُحَمَّد، قال:


(a) الرسالة القشيرية: قبل الصلاة فلا تنس هذا.
(b) من قوله: "قال أبو الحسين. . . " إلى هنا ساقط من م.
(c) ساقطة من م.
(d) الأصل، م: يفوت، والمثبت عن القشيري.
(e) الرسالة القشيرية: وأغمض.

<<  <  ج: ص:  >  >>