للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيُّ عَقْلٍ لِحاَئكٍ في الأنَامِ … [لا] (a) ولو قِيْدَ نحْوَهُ بزِمَامِ

نصْفُهُ نَازِلٌ مع الجِنِّ في البئـ … ــر وَباقيْهِ قَاعِدٌ مِن قيَامِ

ولهَذين البَيْتَيْن حكَايةٌ قد ذَكَرناها في تَرْجَمة يُوسُفَ بن المُنَيِّرة (١).

البَاءُ

ابنُ بَاقِي المَعَرِّيُّ الوَاعِظُ

وكان يُلَقَّب جَلَال الدِّين.

وكان وَاعِظًا حَسَنًا فَصِيحًا، حَسَن النَّادِرَة، له قَبُول عند النَّاس، من أهْلِ مَعَرَّة النُّعْمَان.

قَرَأتُ في كتاب نُزْهَةِ النَّاظِر ورَوْضَةِ الخَاطِر، تأليفُ عَبْد القَاهِر بن عَلَوِيّ بن المُهَنَّا المَعَرِّيّ المَعْرُوف بابنِ خُصَا البَغْل، قال: وَعَظ جَلَال الدِّين ابنُ بَاقِي المَعَرِّيّ الوَاعِظُ بالمَعَرَّة، فكَتَبَ إليه شَخْصٌ: ما يَقُول سَيِّدنا في قَوْم إذا جَنَّ عليهم اللَّيْل أسْبَلُوا الذَّيْل، وجَثَوا (b) على الرُّكَب، وطَلَّعُوا في الثُّقَب (c)، وقالُوا: يا كَرِيم بكَ نَدْفعَ؟ فقال: أُولئك أقْوَام للمضَاجع في حُبِّهِ هجَرُوا، وللأعْيُن في طَاعَتهِ أسْهَرُوا، فقال في حَقِّهمِ مَوْلاهم (d): {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} (٢) إذا جَنَّ عليهم لَيْل المَحَبَّة أسْبَلُوا ذَيْل الطَّاعَة، وجَثَوْا (e) على الرُّكَب، تَرَاهُم رُكَّعًا سُجَّدًا، وطَلَّعُوا في الثُّقَبِ؛ في ثُقَب صُحُف أعْمَالهم، وقالوا: يا كَرِيم، بكَ نَدْفَعُ كَيْد الشَّيْطان الرَّجِيْم.


(a) ساقطة من الأصل وم، والإضافة من تذكرة ابن العديم ومن روايته للأبيات في ترجمة الأصيلح.
(b) م: وحبوا.
(c) قوله: "وطلعوا في الثقب" ساقط من م.
(d) قوله: "فقال في حقهم مولاهم" ساقط من م.
(e) م: وحبوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>