ابنُ أُخْت الأُسْتَاذ حَمّاد البُزَاعِيّ الأُسْتَاذُ من أهْلِ بُزَاعَا.
وكان مُؤَدِّبًا بحَلَب، وله مَكْتَبٌ يُعَلِّم فيه أوْلَاد الأعْيَان من الحلَبَيِّيْن، وانْتَفَعَ به جَمَاعَةٌ، وكان فيه صَلَاح وتُقًى، وعندهُ فَضْلٌ وأدَبٌ، ويَنْظِم شِعْرًا جَيِّدًا.
رَوَى عنهُ شَيئًا من شِعْره أبو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بن مُحَمَّد العمَاد الكَاتِبُ، وعليّ بن سِنَان الحَلَبِيُّ السَّرَّاج، ورَوَى لنا عنْهُ شَيئًا من شِعْره الزكِيَّ عبدُ الرَّحْمن بن أبي غَانِم بن إبْراهيم بن سِنْدي الحَلَبِيّ، والقَاضيِ أبو مُحَمَّد صَقْر بن يحْيَى بن صَقْر الفَقِيهُ.
واسْمُه مُحَمَّد بن أبي الفَرَج، واشْتَهر بالكُنْيَة، وقد قَدَّمْنا ذِكْرهُ في المُحَمَّدين (٢) أيضًا.
أنْشَدَنا الزَّكِيُّ عبدُ الرَّحْمن بن أبي غَانِم بن سِنْدي، قال: أنْشَدَنا الأُسْتَاذُ أبو الفَوَارِس بن أبي الفَرَج البُزَاعيِّ لنَفْسِه، وذَكَرَ لي أَنَّهُ عَمِلَها بَدِيْهًا، وفد اجْتازَ بدَيْر عُمَان (a)، وهو دَيْرٌ بجَبَل سِمْعَان من غَرْبيّ حَلَب وإلى جَانبهِ دَيْر سَابَان (٣): [من الخفيف]
قد مَرَرْنا بالدَّيْرِ دَيْرِ عُمَانَا … وَوَجَدْناهُ دَائِرًا فشَجَانا
(a) كذا مجَّودًا بالضم حيثما ورد في الأصل، وعند ياقوت بالفتح. انظر الخزل والدأل ٢: ١٣٦، معجم البلدان ٢: ٥٣٤.