ورَأيْنا مَنَازِلًا وَطُلُولًا … دَارِسَات ولَم نَرَ السُّكَّانا
وأرَتْنا الآثارُ مَنْ كانَ فِيها … قَبْلَ تُفْنِيْهِمُ الخُطُوبُ عيَانا
وبَكَيْنا فِيهِ فكَانَ علَينا … لا عَلَيهِ لمَّا بَكَينا بُكَانا
لسْتُ أنْسَي يا دَيْرُ وَقْفَتَنا فِيـ … ـــكَ وإنْ أوْرَثْتنِيَ النِّسْيَانا
مِن أُنَاسٍ حَلُّوك دَهْرًا فَخَلَّوْ … كَ وأمْسَوا قَدْ عَطَّلُوكَ الآنا
فرَّقتهُمْ (a) يَدُ الخُطُوبِ فأصْبَحْـ … ـــتَ خَرَابًا (b) مِن بَعْدِهِمْ أُسْيَانا
وكَذَا شْمَيِةُ اللَّيالِي تُمِيْتُ الحَـ … ـــيَّ مِنَّا وتَهْدِمُ البُنْيَانَا (c)
حَرَبًا ما الّذي لَقِيْنَا منِ الدُّنْـ … ـــيا (d) ومَاذا من خَطْبِها قد دَهَانَا (e)
نحنُ في غَفْلَةٍ بِها وَغُرُورٍ … وَوَرَانا مِن الرّدَى ما وَرَانَا (f)
أنْشَدَنا القَاضِي ضِيَاء الدِّين صَقْرُ بن يحْيَى بن صَقْر، قال: أنْشَدَني أبو الفَوَارِس الأُسْتَاذُ لنَفْسِه وقد عزِلَ عَامِل بُزَاعَا عنها ووُلِّي غيره: [من مجزوء الخفيف]
مُدْبِرًا يَعْزِلُونَهُ … وَيُوَلُّونَ مُدْبِرَا
شِبْه مَنْ يَغْسِلُ الثِّيَا … بَ مِنَ البَوْلِ بالخَرَا
قَرأتُ للأُسْتَاذ أبي الفَوَارِس البُزَاعيِّ على ظَهْر كتابٍ: [من الكامل الأحذ]
يا مَنْ كَحَلْتُ بِحُسْنِ صُوْرَتِهِ … عَيْني وكانَتْ تَشْتَكِي الرَّمَدَا
فجَلَا القَذَا مِنها وآمَنَها … مِن أنْ تَرَاهُ بَعْدَها أبَدَا
أَوْلَيْتَ عَيْني بالشِّفَاء يَدًا … فانْعِمْ وأَوْلِ القَلْبَ مِنْكَ يَدَا
فكِلاهمُا في حُبِّكَ اشْتَركا … وعَلَى هَوَاكَ مَعي قَدِ اعْتَضَدَا
أنْتَ الشِّفَاءُ لمُدْنَفٍ وصِبٍ … لو رَامَ ذاكَ سِوَاكَ ما وَجَدَا
(a) الخزل: بددتهم.
(b) الخزل: يبابًا.
(c) الخزل: الأركانا.
(d) معجم البلدان: الدهره.
(e) لم يرد هذا البيت في كتاب الخزل والدأل.
(f) الخزل: وروانا. . . ما روانا.