للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

يصحّني حُبّه طُورًا ويمرضني … فكم أبلّ من الهوى وأنتكس

حموه عن كُلّ ما يشفي العَليلِ بهِ … حتى على طَيفه من شَكله حَرَس

قد كُنت أبصر صُبحًا في مَحَبَّته … فعادَ وهو بعَيْني كُلّه غلس

ما لي وللحُبِّ يلهو القَلْب عن مدحٍ … أوْصَافها فصحٌ أَضْدَادها خُرس

كيفَ الذهول وتاج الدِّين خير فتى … خير المَدِيح بخَير النَّاس يلتمس

جبر تَفيض به نَفس بهمّتها … لم يَبقَ للشَّرِّ لا رُوْح ولا نَفس

نُور تلقته نَفس منْكَ طَاهرة … لولَاهُ لَم يبد فينا ذلك القَبس

شارَكت في الرُّوْحِ عِيْسَى ما اسْتبدَّ بها … كلاكما في البرايا رُوحه قدس

حَكمت في العالَم العلوي عن نَظرِ … صاف من الشَّكّ ما فكْره دَنس

ولو رَأى منْك جَالينُوس مُعجِزةً … ما قال في الكُلِّ إنَّ الأمر مُلْتبس

وكاد يؤمن بقْرَاط الحَكِيم بما … يلقى إليه ولا يَرتاب برقلس

وحومة مُزجت شكا جَوانبها … فما دَرَى الحِبْر فيها كيفَ ينغمس

أعيى الخَواطِر فيها حادثٌ جَلَل … وأسْتَعبد النّطْق في أرْجائها الخرس

حتَّى إذا جاء تاج الدِّين فرجها … يغضى البياذق مهما عدت الفرس" (١)

أسْلَمَ بنِ سَهل بن أسْلَمَ بنِ حَبِيْب الرَّزَّاز الوَاسِطيُّ

"بَحْشَلٌ: لَقَبُ أسْلَمَ بن سَهْل بن أسْلَمَ بن حَبِيْب الرَّزَّاز الوَاسِطيّ، حَدَّث عَن زَكَريَّاء بن يَحْيَى بن صُبَيْح، وعنهُ أبو بَكْر مُحَمَّد بن عُثْمان بن سَمْعان الحافِظُ. أوْرَدَه ابنُ العَدِيم فِي تَارِيخ حَلَب" (٢).


(١) ذيل مرآة الزمان ١: ١٠٨ - ١٠٩. (يليه مقطوعات أخرى من شعره، لم يسبقها بـ: قال، ولم يعين موضع انتهاء النقل).
(٢) الزبيدي: تاج العروس، مادة: بحشل.

<<  <  ج: ص:  >  >>