للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الجيش بن لؤلُؤ السَّيْفِيُّ (١)

أخو مُرتَضَى الدَّوْلَة أبي نَصر بن لؤلُؤ.

كان أخُوه مُرتَضَى الدَّوْلَة (a) مَلِك حَلَب، وحَضَر أبو الجَيشِ معه في الوَقعَهَ مع صالح بن مِردَاس على تَلّ حاصِد (٢)، فلمَّا كُسِرَ مُرتَضَى الدَّوْلَةِ انهَزَم أبو الجَيش وأبو سَالَم أخَوا مُرتَضَى الدَّولةِ، وقَصَدَا قلعَة حَلَب، وأُسِرَ مُرتَضَى الدَّوْلَهِ، فضَبَطَ أبو الجَيش القَلْعَةَ والبَلَد، وقَوِيَت به نفُوسُ مَنْ كان في البَلَدِ من أهلِه ومَنْ عَاد من الجَيشِ المَفلُولِ، وضَبَطَ البَلَدَ أبو الجَيش وأمُّه ضَبطًا حَسَنًا، فرَأى صالِح بن مِردَاسٍ أنَّهُ لا يقدِرُ على أخذ البَلَدِ لضَبْطِه بأبي الجَيش، فرَأى أنْ يُوْقِع الصُّلْحَ، فتراسَلُوا في ذلك، وأشْرَكُوا أبا الجَيش في تمَرير الصُّلْح مع مُرتضَى الدّوْلةِ، فَخَرَجَ مَشَايخ من أهْل حَلَب من (b) أبي الجَيش فِي حَدِيثِ الصُّلْح وتقرِيره (c)، فاجْتَمَعُوا بمُرْتَضَي الدَّوْلَة وهو في القَيْد، وتحدَّثُوا معه، فقال لهم: تُدَبِّرُون الأمرَ على حَسَب ما تَرَوْنَهُ ويَستصْوِبَهُ أخي أبو الجَيشِ الّذي هو الآن المُسْتَولِي (d) على القَلْعَة والمَدِينَة، فلم يَنَالوا يَتَردَّدُونَ حتَّى اسْتَقرَّ الأمرُ مع صالح على الوَجْهِ الّذي ذَكَرناهُ في مَوضِعه (٣)، ولمَّا أُطْلِق مرتَضَى الدَّوْلَة عادَ إلى القَلْعَة والبَلَد، ولَم يُعَارضه أبو الجَيش في شيءٍ.


(a) م: مرتضى الدولة أبي نصر بن لؤلؤ.
(b) كذا في الأصل وم، ولعل الأظهر: مع.
(c) ساقطة من م.
(d) م: متولي.

<<  <  ج: ص:  >  >>