تَركْنَ عُبَيْدَ اللّهِ بالقَاعِ مُسْنَدًا … تَمُجُّ دَمَ الحَوْفِ العرُوقُ النَّوازِفُ
تَمِيْلُ فتَغْشَاهُ سَبَائبُ مِن دَمٍ … كما لَاحَ في جَنْبِ القَمِيْصِ الكَفَائفُ
تَنَافَسْنَ فاسْتَسْمَعْنَ مِن أينَ صَوْتُهُ … فأقبَلن شَتَّى والعُيُونُ ذَوَارِفُ
يَسُفْنَ دَمًا قد ضَاع في يَوْم ضَيْعَةٍ … وأنكَرَ مِنهُ بَعْدَ إلْفٍ مَعَارِفُ
تَبدَّلَ مِن أسماءَ أسْيَافَ وَائِلٍ … وكان فَتَىً لو أخْطَأَتْهُ المَتَالِفُ
وفرَّت تَمِيمٌ سَعْدُها وربَابُها … وحَالَفَتِ الجَعْدَاءُ فيمَن تُحَالِفُ
وزادَ غيرُه في قوْل كَعْب بن جُعَيْل (١): [من الطويل]
مُعَاوِيَ لا تَنهَضْ بغَيْرِ وَثيقةٍ … فإنَّكَ بَعْدَ اليَوْم بالذُّلِّ عَارِفُ
فأجابَهُ أبو جَهْمَة الأسَدِيُّ في ذلك (٢): [من الطويل]
تعرَّفَ والعرَّافُ يَنْجَحُ أمُّهُ … فإنْ كُنْتَ عرَّافًا فإنِّي لعَائِفُ
أغَرْتُم علَينا تَسْرِقُون ثِيَابَنا … وليسَ لنا في أرْضِ صِفِّيِنَ قَائِفُ
وقال يَحْيَى بن سُلَيمان: أخبَرَني نَصْرُ بن مُزَاحِم (٣)، قال: حَدَّثَنَا عَمرو بن شَمرٍ، عن جَابِر، عن الشَّعْبِيّ، عن صَعْصَعَة بن صُوْحَان، قال: وقال أبو جَهْمَة الأسَدِيُّ: [من الرجز]
أنا أبو جَهْمَة في جلدِ الأسَدْ
أَهجو بني تَغْلِبَ بتال البعَدْ (a)
أَقُودُ مَن شِئْتُ وصَعْبًا لَم أُقَدْ
(a) وقعة صفين: ما ينجي النقد.