للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحْوَصُ الذُّفَافِيُّ الشَّاعرُ (a)

ويُلَقَّب المُحْتَرز، ويُنْسَبُ إلى ذُفَافَة العَبْسِيّ، وكانَ يَصْحَبُ بعضَ بني صالح بن عليّ بن عَبْدِ الله بن عبَّاس بحَلَب، وهو شَاعِرٌ لم أظْفَر إلى الآن بشيءٍ من شِعْره، وله ذِكْرٌ يأتي في أثناءِ (١) هذا الكتابِ إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.

وكان مُعَاصِرًا لدِيْك الجِنّ عَبْد السَّلام بن رَغْبَان الحِمْصِيّ، وتُوفِّيَ في حَيَاة دِيْك الجِنّ، فرَثَاهُ دِيْكُ الجِنّ بأبياتٍ أوَّلها (٢): [من الطويل]

عَزَاءً وتَسْليمًا على الرَّغْمِ والصُّغْرِ … فما الدَّهْرُ أنْسَاناكَ بل وَارثُ الدَّهْرِ

وأنْسَاك بَلْ أسْلَاكَ بل أَجِدُ الكَرَى … فأُعطيْكَ صَبْري لا حَمِدْتُ إذًا أمْري

مَضَى فارسُ الآدَابِ والمَجْدِ والشِّعْرِ … وقَسْوَرةُ الأبْطَالِ والوُرْقِ والتِّبْرِ

منها:

أأحْوَصُ دَعْوى لو تَجلَّاك طَيْفُها … لرَوَّاكَ من ذكرٍ تنفَّقَ من شُكْرِ

ثنًا نَظَمتْهُ تحتَ أجْنِحَة الدُّجَى … أنَامِلُ صَدْرٍ فيك مَلآنَ من جَمْرِ

فوَافَى شروقٌ كالقِدَاحِ إذا انْبَرَتْ … صَحَائِفُها خَدِّي وكاتبُهُا شُفْري


(a) ورد في الأصل: الدفافي نسبة إلى دفافة، بالدال المهملة، ويقيده فيما بعد حيثما يرد بالذال المعجمة، ويعيد ابن العديم الترجمة له في الجزء العاشر فيمن يعرفون بالألقاب، وفيه: ويعرف بالمحترز وقيل: المحترز.

<<  <  ج: ص:  >  >>