للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضَّائِعُ من الكتابِ:

تُوفِّيَ ابنُ العَدِيْم وكتابُهُ لِم يَكْمُلْ على الصُّوْرةِ الَّتي أَمَّلَها مُؤلِّفُه، وضَاعَتْ أجْزاءٌ عَدِيْدةٌ من الكتابِ، وأصابَتِ الرُّطُوبةُ بعضَ المُتَبَقِّي منه؛ فأفْسَدَتْ مَواضِعَ غايةً في الأهَميَّةِ.

وتُنُوزِعَ فيه ما بينَ قائِلٍ إنَّ المُؤلِّفَ أنْجَزَهُ مُسَوَّدَةً، وقائِلٍ مُبيَّضَةً، وما بينَ عَدَمِ اكتِمالِ تأْلِيفِه أصْلًا، ووقَعَ كذلك الاخْتِلافُ في تَقْدِيِرِ أجْزاءِ الكتاب ما بين قَائِلٍ ثَلاثينَ مجلد، وقائلٍ: أرْبعين!

يَذْكُرُ الزَّرْكَشِيُّ أنَّ كتابَ ابن العَدِيْم لم يَكْتَملْ (١)، غيرَ أنَّ ما يُفْهمُ من الإشاراتِ المبُكِّرةِ عن الكتاب اكْتمالُ تأليفه باتّفاق جَميعها، وأنَّ المُؤلِّفَ شَرَعَ في تَبْييضِهِ، فبيَّض بَعْضَهُ وادْركتْهُ المَنِيَّةُ قبلَ أنْ يَفْرغَ منه (٢)، ويَذْكُر ابنُ الشِّحْنَةِ أنَّ هذا "البَعْضَ" المُشَار إلى تَبْييضِه لا يُمَثِّلُ إلَّا اليَسِير من الكتاب (٣).

أمَّا عَدَدُ أجْزاءِ الكتاب، فقدَّرَها الذَّهَبيُّ في كتابِه العِبَر بنحو ثلاثينَ مُجلَّدًا (٤)، وقدَّرَها ابنُ كَثِير وبَدْرُ الدِّين العَيْني والمَقْريزيّ في نحو أرْبَعينَ مُجلَّدًا (٥)، وزادَ ابنُ الشِّحْنَةِ نَقْلًا عن بَعْضِهِم "أنَّ مُسَوَّدتَهُ كانتْ تَبْلغُ نحو أرْبعينَ جُزءًا كِبَارًا والمُبَيَّضَة تجيءُ كذلك" (٦).


(١) الزركشي: عقود الجمان ورقة ٢٣٧ ب.
(٢) أبو شامة: الذيل على الروضتين ٣٣١، الحسيني: صلة التكملة ١: ٤٦٩، اليونيني: ذيل مرآة الزمان ١: ٥١٠، ٣: ١٧٨، معجم شيوخ الدمياطي ٢: ورقة ١١٧ أ، الوافي بالوفيات ٢٢: ٤٢٢، الذهبي: تاريخ الإسلام ١٤: ٩٣٨، ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات ٣: ١٢٧، ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ٧: ٢٠٩.
(٣) الدر المنتخب ٧.
(٤) الذهبي: العبر ٣: ٣٠٠، وتابعه على ذلك ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ٧: ٥٢٥ - ٥٢٦.
(٥) ابن كثير: البداية والنهاية ١٣: ٣٣٦، بدر الدين العيني: عقد الجمان (قسم المماليك) ١: ٣٤٠، المقريزي: المقفى الكبير ٨: ٧٢٦.
(٦) الدر المنتخب ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>