للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ جَبَل الأَحَصّ (١)

وهو من شَرْقي مَدِينَة حَلَب وقِبْليّها، ومن غَرْبيّه السُّهُول، ومن شَرقيّهِ بَرِّيَّة الرُّصَافَة، ومن شماليّه نُقْرَةُ بَني أَسَد، وهو جَبَلٌ كَبير وفيه قُرَىً عَامِرَة، كَثِيْرة الغَلَّةِ، وفيهِ خُنَاصِرَة؛ مَنْزل عُمَر بن عَبْد العَزِيْز رَحِمَهُ اللّه، وفيه شُبَيْثٌ؛ ماءٌ مَذكُور، وفيه يَقُولُ الشَّاعِرُ (٢): [من الطّويل]

فَقَاَل تَجَاوَزْتَ الأَحَصَّ ومَاءَهُ … وَمَاءَ (a) شُبَيْثٍ وَهْوَ ذُو مُتَرَسَّمِ

وكان جَسَّاس بن مُرَّة بن ذُهْلِ بن شَيْبَان، وهو قَاتِل كُلَيْب وَائِل، يَنْزلُ الأَحَصّ، فجرت وَقْعَة البَسُوس، فقَتَلَ جَسَّاس كُلَيْبًا، فلمَّا غشيَهُ المَوتُ قال لجَسَّاسٍ: أَغِثْني بشَرْبةٍ، فقال: تَجاوزْتَ شُبَيْثًا والأَحَصَّ، فأرْسَلَها مَثَلًا، ووقعَتْ الحربُ بين الحَيَّيْن بَكْرٍ وتَغْلِب على ما نذْكُره في مَوضِعه من هذا الكتاب (٣) إنْ شَاءَ اللّهُ.


(a) الديوان: وبطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>