للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

سَمِعَ بحَلَب مُشْرق (١) بن عَبْد الله الزَّاهِد، وأبا طَاهِر عَبْد الرَّزَّاق بن إبْرَاهيم بن قاسِم الرَّقِّيّ، وأبا أحمد حَامِد بن يُوسُف بن الحُسَين التَّفْليْسِيِّ، رَوى عنه أبو الحسَن عليّ بن عَبْد الله بن جَرَادَة الحَلَبيُّ.

أفادَنيه هَكَذا القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة" (٢).

عبدُ الله بنُ عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الله بن عُلْوَان بن عَبْد الله بن عُلْوَان بن رَافِع، أبو مُحَمَّدَ بنُ أَبِي مُحَمَّد الأَسَديُّ

" حَدَّثَني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أبي جَرَادَة الفَقِيِه الحنفيّ المُدَرِّس، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: اجْتَمَعْتُ بالقاضِي أبي مُحَمَّد بِحِمْص، وقد وَافاها رَسُولًا، وأنا مُجْتازٌ إلى دِمَشْق، وأقَمْتُ معه أيَّامًا، ثُمّ ودَّعتُه، وسِرْتُ إلى دِمشق، ورجع بعدِي إلى حَلَب، فكَتَبَ إليَّ بهذه الأبيات إلى دِمَشْق: [من الطويل]

إلى الله أشْكُو ما وَجَدتُ منَ الأسَى … بِحْمْص وَقَدْ أمسَى الحَبيبُ مُودِّعا

وأوْدعَ في العَينِ السُّهادَ وفي الحشَا … اللَّهيبَ وفي القَلْب الجَوى والتَّصدُّعا

وللهِ أيّامٌ تَقَضَّت بقُرْبه … فَيا طِيْبَها لو دُمت فيها مَمتَّعا

ولكنَّها عمَّا قليل تَصَرَّمتْ … فأصْبَحتُ مُنْبَتَّ السُّرورِ مُفَجَّعا

وقد كان ظَنِّي أنَّ عِنْدَ قفولِنا … إلى حَلَبٍ ألقى منَ الهَمِّ مَفزَعا

فلمَّا رَأت الدَّارَ هَيَّجَ مَنْظَري … إليها حَنينًا كامِنًا وتَوجُّعا

فأنْشَدْتُ بيتَيْ شَاعِرٍ ذَاقَ طَعْمَ ما … شَرِبْتُ بِكاسَاتِ الفِراقِ تَجَرُّعا


(١) في مطبوعة معجم البلدان: مشرف، وصوابه بالقاف، وله ترجمة تأتي فيما يلي.
(٢) معجم البلدان ٢: ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>