للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

فضَحِكَ، وأمَرَ بإِدْخَاله قَبْل وَعْظ تاج العُلا، فَحضَر وأنْشَد" (١).

عليّ بن مُحَمَّد بن رُسْتُم، البَهاء ابن السَّاعاتيّ الدِّمَشْقيّ، أبو الحَسَن

" وَقَفْتُ على تَرْجَمَتهِ في تاريخ حَلَب، وتاج المَعاجِم.

وتَلْخِيصُ أمْرِ (٢): أنَّهُ خُرَاسَانيّ الأصْل، وُلِدَ بدِمَشْق، وكان أبو أُمِّه يَشْتَغل بالسَّاعاتِ الَّتي على باب الجامع، فعُرِفَ به.

قالوا: ولم يَنْشأ بدِمَشْقَ في زَمانه أبدَعَ منه صُورةً. وبَرعَ فِي صِبَاه خَطًّا وشِعْرًا، ولَعِبًا بالشَّطْرَنج والنَّرْد، وفي الفُرُوسيَّة، فخالَطَهُ الكُبَرَاءُ، وهامَ فيه الجِلَّةُ، ونادَمَهُ المُلُوكُ، وجالسَهُ السَّلاطِين إلى أن قُدِّم على الجَميع، وأُبيحَ له ضَرْب طُبولهم، على عادة أهْل المَشْرِق.

وجُلُّ مَدِيحه في السُّلْطان صلاح الدِّين بن أيُّوب، وبَنيه: العَزيْز صاحِب مِصْر، والأفْضَل صَاحِب دِمَشْق، والظَّاهِر صاحِب حَلَب. وله مِدَحٌ كثيرةٌ في نَجْم الدِّين بن مُجَاور وَزِيْر العَزِيْز.

ومن المَشْهُور أنَّهُ قَرأ في أوَّل أمْرِه على البَدِيع الأَسْطُرْلابيّ بآمِد، وكان له ألْف دِيْنار، فجَعَلَها في حُبٍّ ببَيْت البَدِيع ولم يُعْلِمه، فاتَّفَق أنْ دَخَلَ سَقَّاةٌ وحَمَلَ الحُبَّ فوَقَعَ على الذَّهَب فأخَذَهُ، وتَفَقَّدَهُ ابنُ السَّاعاتيّ فلم يَجِده، فَخَرَجَ وشَكا ذلك للبَدِيع، فقال البَدِيعُ ما اشْتَهر، لِمَا تَضَمَّنهُ من الإحْسَان وطَرِيف المَقْصد: [من البسيط]


(١) ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة ١٣٩ - ١٤٠.
(٢) ترجمته طويلة في الغصون اليانعة أثبتُ مما لخصه من المصادر المذكورة - ومنها كتاب ابن العديم - بقدر ما يكفي للتعريف به.

<<  <  ج: ص:  >  >>