للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو العَلَاء - فيما قالُوا - كَنَ عن بَنِي البَرِيْدِيّ ستّمائة ألف دِيْنار، ثمّ أمَرَهُم بالهَرَب، ودَارَى السُّلْطان عنهم حتَّى أصْلح أمْرَهُم وأقَرَّهم على أعْمَالِهم، فما دَخُلوا مَدِينَة السَّلام إلَّا مَالكيْها، وأهْدَوا إلى أبي العَلَاء هَدِية بألفِ ألف دِرْهَمٍ فلم يَقْبل منها إلَّا عِمَامَة خَزٍّ.

ذَكَرَ مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك الهَمَذَانيّ في كتاب عُنْوَان السِّيَر (١)، قال: أبو العَلَاء سَعيد بن حَمْدَان، وكان في عَسْكَرِ اقتَدِر باللّهِ خَمْسَة آلافٍ من السُّوْدانِ، ومَنَازِلهِم بدَرْب عَمَّار، فكَثُر تَحكُّهُم وشَغبُهُم، فأوْقَع بهم أبو العَلَاء بن حَمْدَان في سَنة ثَمان عَشرة وثَلاثِمائة، وأحْرَق مَنَازِلهم، وبَطُل أمْرَهم من الدَّوَاويْن والدُّنْيا، وتقدَّم أبو العَلَاءَ عند الرّاضِي باللّه لأنَّه نَصَر أباهُ في حَربهِ.

واغْتَالَهُ ابنُ أخيْهِ أبو مُحَمَّد ناصِرُ الدَّوْلَة، وقُتِلَ (a) بالمَوْصِل سَنَة أرْبَعٍ وعِشْرين وثَلاثِمائة.

سَعِيْد بن حُمْرَة بن مَالِك الهَمْدانِيّ الأُرْدُنِيّ (٢)

من الغُزَاةِ المَذْكُورين، غَزَا الرُّوم واجْتازَ بحَلَب في غَزَواته.

ذَكَرَ أبو مُحَمَّد عَبْد اللّه بن سَعيد القُطْرُبُّليّ، عن الوَاقِدِيّ، قال: قال مَشْيَخَة من أهْلِ الشَّام: كان سُفْيان بن عَوْف الأزْدِيّ قد اتَّخَذَ من كُلِّ جُنْدٍ من أجْنَادِ الشَّام رجَالًا أهْل فُرُوسِيَّة ونَجْدَة وعَفَاف وسِيَاسَة للحَرْب، وكانُوا عدَّة له قد عَرَفهم وعُرِفوا به، فسُمِّي لنا منهم من جُنْد الأُرْدُنّ: سَعيد بن


(a) في كتاب قطع تاريخية: وقتله.

<<  <  ج: ص:  >  >>