للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم مَعْقِلٍ في شَطِّ رَيْحانٍ عَفَا … فرَمَيْتُ بالإعْرَاضِ ذاكَ المَعْقِلَا

وطَوَيتُهُ حتّى كأنِّي لَم أكُن … من سَاكِنيهِ مُشَيِّعًا مُسْتَقْبِلا

قال ابنُ النَّجّار: وذَكَرَ قَصيدَةً طَوِيلَةً في الرّدِّ على أبي حَنِيْفَة رَضِيَ اللّهُ عنهُ. هكَذا رَأيْتُه مُقَيَّدًا بخَطِّ الثّابِتّي. شَدَّاد، بفَتْح الشِّيْن المعجَمة وتَشْدِيْد الدَّال، فاللهُ أعْلَمُ بالصّوَاب.

سِرَاجُ بن إِدْرِيس بن عِيسَى الحَلَبِيُّ

شَاعِرٌ كَتَبَ عنهُ رَفِيْقنا أبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بن يُوسُف البِرْزَاليّ.

نَقَلْتُ من خَطّ أبي عَبْد اللّه البِرْزَاليّ، وأجَازَ لنا رِوَايَةَ مما يَجُوز له رِوَايته، في السَّنَة تُوفِّي فيها: أنْشَدَني سِرَاجُ بن إِدْرِيس بن عِيسَى الحَلَبيُّ الأصْلِ الشّافِعيّ، مَوْلده سَنَة اثنتَيْن وثَمانين بحَلَب، وتَأدَّبَ بها، قَرأ القُرآن على الحاجّ عليّ اليَمَنِيّ، وعلى العَلَم اللُّورْقِيّ النَّحْو، والفِقْه على شَمْسِ الدِّين مُحَمَّد الجَزَرِيّ: [من الوافر]

أمِيْنَ الدِّيِن لَم تُرْقَ المَعَالِي … برَافعَةٍ أجَلَّ مِنَ السَّخَاءِ

ومِن أدَبٍ تُراضِعُني وَلَاهُ … فما أحْلَى مُرَاضَعَةَ الوَلَاءِ

وأبْعُدُ عنه خَوْفُ ندَىً جَمِيلٍ … لِعَجْزي عن مُلَاحَظةِ الوَفَاءِ

وفي الإفْرَاطِ بالإحْسَانِ شَرّ … يَرَاهُ أُولُو العُقُولِ منَ العَنَاءِ

وها أنا قد أشَرْتُ ومِن بَعيْدٍ … يُشَارُ إلى الكَوَاكِبِ في السَّماءِ

ومَنْ تَرَك الهُدَى بالنَّجْمِ ضلَّتْ … رَكائبُهُ عن السُّبُل السَّوَاءِ

<<  <  ج: ص:  >  >>