للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زِيَاد بن أبي الوَرْد الكَاتِبُ المُشجَعيُّ (١)

لهُ ذِكْرٌ، ووَلَّاهُ مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بُنْيان مَرْعَش بعد أنْ خَرَّبها الروم.

أنْبَأنَا أبو الفُتُوح مُحَمَّد بن مُحَمَّد البَكْرِيّ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أبي مُحَمَّد (٢)، قال: أنْبَأنَا أبو مُحَمَّد بن الأكْفانِيّ، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيْز الكَتَّانِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد بن أبي نَصْر، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي العَقَب، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن إبْراهيم القُرَشِيِّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَائِذ، قال: قال الوَلِيد بنِ مُسْلِم، قال: اخْتَلَف النَّاسُ على مَرْوَان بن مُحَمَّد وبَلغَ طَاغِية الرُّوم، فنَزَلَ على مَرْعَش، وبلَغَ مَرْوَان وهو نَازِلٌ على حِمْصَ، فكَتَب إلى أهْل مَرْعَش يُعْلمهُم ما بَلَغَهُ من نُزُوله عليهم، وبأمرُهم بالصَّبْر، وأنَّهُ قد وجَّه إليهم فُلَانًا في كذا، وفُلَانًا في كذا، وأنْ قد أتَوكم، وبَعَثَ بكتابهِ رجُلًا من الطَّلَائعِ، وأمَرَهُ أنْ يتصَدَّى لأهْلِ مَرْعَش حيثُ يَرَاهُ الرُّومُ، وتَطْمَع فيه، فإذا رآها خارِجَةً إليه، وَلَّى عنها وألْقَى الكتابَ، ففَعَل، وأخَذَتْهُ الرُّوم، وأتَتْ به طَاغِيَتها، فكان سَبَبًا لإجَابته أهْل مَرْعَش على أمَانه على دِمَائهم وأمْوَالهم وأَهْلِيْهم، فكاتُبوه على ذلك، وفتَحُوا مَدِينتَهُم وقد اسْتَوَوا على دَوَابِّهِم وحملُوا أهْلجهم، وقد أوْقَفَ طَاغِيَةُ الرُّوم صَفَّيْن قد سَلُّوا سُيُوفهم، وقرَّبُوا بعضَها إلى بعضٍ، ومرَّ المُسْلمُونَ تحتها حتَّى نفَذُوا، يَقُول: إنَّا قَدرْنا ووفيْنا، ثُمَّ خلّوا عن المُسْلمِيْن وخَرَّبُوا حِصْن مَرْعَش، وقَفَلُوا إلى بلادهم.

ولمَّا فَرَغ مَرْوَان من أهْل حِمْصَ، قَطَعَ بَعْثًا على أهْلِ الشَّام إلى بُنْيان مَرْعَشَ، ووَلَّى عليهم الوَلِيد بن هِشَام المُعَيْطِيّ، ووَلَّى بناءَها زِيَاد بن أبي الوَرْد الدِّمَشقيّ.


(١) كان حيًا في عهد أبي جعفر المنصور، وكانت وفاة المنصور سنة ١٥٨ هـ، وترجمته في: تاريخ الطبري ٦: ١٨٣، (ذكره في كُتَّاب مروان)، الجهشياري: الوزراء والكتاب ٨٠ (وسماه: زياد بن أبي الورد الأشجعي)، تاريخ ابن عساكر ١٩: ٢٤٦ - ٢٤٧، بدران: تهذب تاريخ ابن عساكر ٥: ٤٣٧.
(٢) تاريخ ابن عساكر ١٩: ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>