للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أطْول النَّاسِ أعْنَاقًا يَوْم القِيامَة المُؤذِّنونَ.

ذَكَرَ أبو سَعيد بن يُونُس في تاريْخ مِصْر (١)، قال: زَكَرِيَّاء بن أَيُّوبَ، يُكْنَى أبا يَحْيَى، من أهْلِ أنْطَاكِيَة، قَدِمَ إلى مِصْر وحَدَّث بها، وكانَ ثِقَةً، فتُوفِّي فيما حَدَّثَني به حَمْزَة بن زَكَرِيَّاء أبو يَعْلَى يَوْم الخَمِيْس من أوَّل يَوْم من شَهْر رَمَضَان سَنَة ثَمانين ومائة.

زَكَرِيَّاء بن عبد الرَّحْمن المَلَطِيّ، أبو يَحْيَى

رَوَى عنهُ إبْراهيم بن صَدَقَة المَدَائِنِيّ.

أخْبَرَنا أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن إذْنًا، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّازُ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (٢)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن رِزْق، قال: أخْبَرَنا عُثْمان بن أحْمَد الدَّقَّاق، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحْمَد بن البَرَاء، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن صَدَقَة، صَدِيْقُ شُعَيْب بن حَرْب، قال: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاء بن عبد الرَّحْمن أبو يَحْيَى المَلَطِيّ، قال: لَمَّا فُتِحَتْ الشَّام على عَهْد عُمَر بن الخَطَّاب أُصِيْبَ جَبَلٌ فيه غَار، فإذا على الغَار قُفْلٌ فكُسِرَ القُفْل، فوُجِدَ في الغَارِ لَوْحٌ من حَدِيدٍ فيه مَكْتُوب بماءِ الذَّهَب: [من المنسرح]

ما اخْتَلَفَ اللَّيْلُ والنَّهَارُ ولا … دَارَتْ نُجُوم السَّماءِ في الفَلَكِ

إلَّا تَنَقَّلَ النَّعيمُ من مَلِكٍ … قد انْقَضَى مُلْكُه إلى مَلكِ

ومُلْك ذي العَرْش دَائم أبدًا … ليسَ بفَانٍ ولا بمُشْتَرَكِ

قال: فبُعِثَ باللَّوْح إِلى عُمَر فقَرَأهُ، ثُمَّ بَكَى، وقال: رَحِمَ اللهُ كَاتِبَ هذا، هذا مُؤْمِنٌ لَم يَجد لإيْمانه مَوضِعًا يَسْتُره فيه إلَّا هذا الغَار.


(١) تاريخ ابن يونس الصدفي ٢: ٨٤.
(٢) تاريخ بغداد ٧: ١٢ (في ترجمة إبراهيم بن صدقة).

<<  <  ج: ص:  >  >>