زَيْدُ بن أحْمَد بن عِجْل، أبو الغَنائِم الكَاتِبُ الحلَبِيُّ
كَاتِبُ الأَمِير نَاصِر الدَّوْلَة ابن ناصِر الدَّوْلَة بن حَمْدَان.
كان شَاعِرًا مُمَدَّحًا، ذَكَرهُ الوَزِير أبو النَّجْم بن بَدِيع في كابهِ الَّذي جَمَعَهُ في الشُّعَراء، وقرأتُ ذِكْره في الكُرَّاسَة الّتي وَقَعَتْ إليَّ بخَطِّهِ من هذا الكتاب.
قال في ذِكْره: أبو الغَنائِم زَيْد بن أحْمَد بن مِجْل الكَاتِب الحَلَبيِّ من أعْمَال حَلَب، وكَتَبَ للأمِيْر ناصِر الدَّوْلَة بن حَمْدَان، ومَدَحَهُ ابن حَيُّوس بقَصِيدَة أوَّلُها (١): [من الطويل]
دَعُوا القَوْلَ فيمَن جَادَ منَّا ومَنْ ضَنَّا
وقال: قَدِمَ دِمَشْق مع ناصِر الدَّوْلَة لمَّا وَلِيَها، وله أشْعَار سَهْلَة الكَلَام من خَسِيْس أشْعَار الكتابِ. وله وقَد وُلد له ابنُه أبو المَعَالِي هِبَةُ الله:[من السريع]
أبو المَعَالِي هِبَةُ اللهِ … قد زَادَ لمَّا جَاءَ في جَاهِي
ونحْمَدُ اللهَ على أنَّهُ … هوَ الّذي قد جَاءَنا لَا هِي
قال: وكانت عِمَامَتُه عَظِيمَةً جدًّا، فكان يَتَنادَرُ على نفسه وينشِد:[من السريع].
عِمَامَةُ الشَّيْخ أبي الفَضْل … عِامَةٌ تَصْلُحُ للحَلِّ
من غير ما سُوءٍ ولكِنْ لِكَيْ … تُخَفِّفَ الحِمْلَ عن البَغْلِ
ظَفِرْتُ لأبي الغَنائِم الكَاتِب هذا بأبْيَات في مجْمُوعٍ لبعض الحلبِيِّيْن، وهي:[من الطويل]
(١) ديوان ابن حيوس ٢: ٦٣٣، وعجز البيت: فليس ببِدعٍ أنْ أسَأْتم وأحسَنَّا.