للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَاقيَةٌ من قُوَيْق ونُضِّدَ حَوْلَها الفَاكِهَةُ والعَقِيْقُ والجَزْعُ وغير ذلك، فكان يَمْلأُ العَيْن بَهْجَةً، وكان أبو الفِتْيَانِ إذ ذاك بحَلَب، فقال نَصْرُ بن مَحْمُود: جِيئُوا بأبي الفِتْيَانِ ليَعْمَل في مَوضِعنا هذا شِعْرًا، فأتَى أبو الفِتْيَان وأعادَ عليه الأَمِيرُ ما وقَعَ في نَفْسِه، فقال: أيُّها الأَمِيرُ، أنا أَسْأَلُ أن أُعْفَى من هذا؛ فإنِّي رَجُلٌ شَيْخٌ وإلى يَوْمي هذا ما عُرِفَ لي سَقْطةٌ، ولا وقَفَ لي أحَدٌ على زَلَّةٍ في الشِّعْر، والبَدِيْهَةُ مُزِلَّةٌ للشَّاعِر، وإنْ أذنَ لي روَّيتُ في هذا وأنْشَدْتُه فيما بعدُ، فأعْفَاهُ، وكان النَّابِغ (a) يَوْمئذٍ بحَلَب قد عَمِي، فذَكَرُوه لنَصْر بن مَحْمُود، فأحْضَرَهُ، وعَمل في ذلك الماءِ مَقَاطِيع عدَّةً على ما وُصِفَ له من الحالِ.

هكذا وقع في الأصْلِ المَنْقُول منه: النَّابِغ وهو -واللَّهُ أعْلَمُ- تَصْحِيفٌ، وإنَّما هو: البَليغْ المَعَرِّيّ.

أبو الفَرَج، مَوْلَى عُمَر بن عَبْد العَزِيْز (١)

حَكَى عن عُمَر حِكَايَاتٍ كَثِيْرةً، وكان معه بخُنَاصِرَة.

أنْبَأْنَا أبو البَرَكَات الحَسَنُ بن مُحَمَّد بن الحَسَن، عن عَمِّه أبي القَاسِم الحافِظ (٢)، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين الأَبَرْقُوهِيّ، وأبو عَبْدِ اللَّه الخَلَّالُ إذْنًا، قالا: أخْبَرَنا ابن مَنْدَة، قال: أخْبَرَنا حَمْدٌ إِجَازَةً، ح.

قال: وأخْبَرَنا أبو طَاهِر، قال: أخْبَرَنا عليّ، قالا (b): أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم (٣)، قال: أبو الفَرَج مَوْلَى عُمَر بن عَبْد العَزِيْز، رَوَى عن عُمَر بن عَبْد العَزِيْز حِكَايَاتٍ كَثِيْرة.


(a) كتب ابن العديم فوقه في الأصل "صـ"، وعلق على وجه الصواب فيه بعد انتهاء النقل.
(b) م: قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>