الجَنَّةِ، وذلك أنَّهم يَزُورونَ اللّه تعالى في كُلِّ جُمُعةِ فيقُول لهم: تمنَّوا عليَّ ما شئْتم، فيلتَفتون إلى العُلمَاء فَيَقولُونَ: ماذا نتمنَّى؟ فيقُولُوَنَ: تمنَّوا كَذَا وكذا، قال: فهُم يَحْتاجُون إليهم في الجَنَّة كما يحتاجُونَ إليهم في الدُّنْيا.
أحمدُ بن سُلَيمان، أبو الفَتْح الفَخْريّ الحَلَبِيُّ (١)
شَاعِرٌ من أهل حَلَب، كان في عَصْرِ عَبْد المُحْسِن الصُّوْرِيّ، ورحل إلى مِصْرَ فأقامَ بها إلى أنْ مات.
وَجَدْتُ ذِكْرَهُ في مَجْمُوع جَمعه بعض أهل الأدَب، وقرأته بخَطِّه، ذَكَرَ أنَّ أحْمَد بن سُلَيمان الفَخْريّ الحَلَبِيِّ كَتَبَ إلى عَبْد المُحْسِن الصُّوْرِيّ، وقد بَلَغَهُ ما صَارَ عليهِ عَبْد المُحْسِن من الفَقْر والفَاقَة، وقرأتها أيضًا بخَطِّ أبي طَاهِر السِّلَفِيّ (٢): [الوافر]
أعَبْدَ المُحْسِن الصُّوْرِيّ لم قَد … جَثَمْتَ جُثُوْمَ مُنْهاضٍ كَسيْرِ
فإنْ قلْتَ العِيَالَة (a) أَقْعَدَتْني … على مَضَضٍ وعَاقَتْ عن مَسِيْري
فهذا البَحْرُ يَحْمِل هَضْبَ رُضْوَى … ويَسْتَثْنِي برُكنٍ من ثَبِيْرِ