أبو البَرَكَات بن أبي جَوْزَة المَعَرِّيّ
شَاعِرٌ من شُعَرَاء مَعَرَّة النُّعْمَان، مُتَوسِّط الشِّعْر، وهو من بني عَمْرو المَعَرِّيِّيْن.
نَقَلْتُ من خَطِّ أُسامَة بن مُرْشِد بن مُنْقِذ، وأنْبَأنَا به عنه أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أحْمَد بن عليّ، قال: ومن شُعَرَاء الشَّام أبو البَرَكَات بن أبي جَوْزَة، وليسَ من المَشْهُورين بجَيِّد الشِّعْر، من شِعْره: [من الخفيف]
نَثَرَتْ مُقْلَتايَ دَمْعًا فَرِيدا … حينَ بانُوا عنِّي فَبِتُّ فَرِيْدا
يا أخِلَّائي ليسَ قَلْبي علي البَيْـ … ـن كما تعهَدُونَ قِدْمًا جَلِيدا
شَفَّهُ وَجْدُهُ بِكُمْ فَهْوَ نِضْوٌ … مُسْتَهَامٌ لا يَسْتَطيعُ مَزيدا
يا زَمَانَ اللِّوَى سَقَتْكَ الغَوَادِي … والسَّواري ما كُنْتَ إلَّا حَمِيْدا
يا مَغاني الأحْبَابِ بُدِّلْتِ مِنْهُمُ … سِرْبَ وَحْشٍ دُعْجَ النَّوَاظِرِ غيْدَا
أشْبَهُوهَا سَوالِفًا وعُيُونًا … وَنِفارًا وخَالفُوها خُدُوْدَا
قال أُسامَةُ بن مُنْقِذ: ومن شِعْره: [من الطويل]
ألَمَّ خَيَالٌ مِن سُلَيمى فسَلَّما … وهَيَّجَ لي دَاءً مِنَ الوَجْدِ أقدَمَا
وألْهَبَ في الأحْشَاءِ نارَ صبَابةٍ … أبَى جَمْرُها في الحُبِّ إلَّا تَضَرُّما
على أنَّهُ لَم يَجرِ في القَلْبِ ذِكْرُها … وإنْ بَعُدَتْ إلَّا جَرَت أدْمُعي دَمَا
وإنِّي لَذُو وجْد بها وصَبَابةٍ … إلَيها وإنْ لَم تَشْفِ ما بي مِنَ الظَّما
أَحِنُّ إليها كُلَّما هَبَّتِ الصَّبَا … وغرَّدَ قُمْريُّ الضُّحَى فتَرَنَّما
ألا لَيْتَ شِعْري هَل يعُودُ كَما مَضَى … زمَانٌ بإدْرَاكِ الأمَانِي تَصَرَّمَا
وذَكَرَ بنُ الزُّبَيْر في كتاب جِنَان الجِنَان ورِيَاض الأذْهَان، قال: أبو البَرَكَات بن أبي جَوْزَة المَعَرِّيّ، شَاعِرٌ من أهْل مَعَرَّة النُّعْمَان، هو وأخُوه