للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوَصَّاف، صَاحِب المِخْصَرَة (١)

شَاعِرٌ كان بحَلَب في أيَّام سَيْفِ الدَّوْلَةِ أبي الحَسَن عليّ بن عَبْد الله بن حَمْدَان، ودَخَلَ إليه بحَلَب وامْتَدَحَهُ مع الوَاصِليّ والصُّفريّ.

وقَعَ إليَّ جُزءٌ من تاريخ جَمَعَهُ أبو إسْحَاق بن حَبيْب السَّقَطِيّ (٢)، صَاحِب كتاب الرَّديفِ، فقَرَأتُ فيه في حَوَادِث سَنَة ستٍّ وأَرْبَعين وثَلاثِمائة: وفيها كان قُدُومُ المُهَلَّبيِّ الوَزِير إلى (a) البَصْرَة من الأهْوَاز في يَوْم الأربَعَاء سَلْخ شَهْرِ رَبِيع الأوَّل، فنَزَلَ بَنى يَشْكُر، ثمّ دَخَل فيمَن معه من الجَيْش، فنَزَلَ الأُبُلَّةَ، فَمَدَحَهُ بها المَعْرُوف بالوَصَّاف صَاحِب المِخْصَرَة (b): [من الطويل]

قَرِيْبٌ هَوَى الحَسْنَاءِ والوَصْلُ شَاسِعُ … مُمنَّعَةٌ مِن قُرْبِها البُعْدُ مَانِعٌ

تُقِلُّ البَعِيْرَ المُسْتَقلَّ إذا مَشَى … بها وَلَها الإنْسانُ بالماءِ جَارِعُ

وحُوريَّةٍ أوْدَعْهُا القَلْبَ والحَحِى … ورُوْحِي فَلَمْ تُرْدَدْ علَيَّ الوَدَائِعُ

يقُولُ فيها:

أنا الشَّاعرُ الوَصَّافُ أُوْلِعْتُ بالعُلَى … فمَجْدِيَ مَحْفُوظٌ وماليَ ضَائِعُ

ومِخْصَرَتي شَمْسُ النَّهَارِ وبَدْرُها … أضَاءَ لِكَفِّي والنُّجُومُ الطَّوَالِعُ

رَفَعْتُ بشِعْري الشِّعْرَ يا ابنَ مُحَمَّدٍ … وأنْتَ وَزيرٌ لِلوِزارة رَافِعُ

لبَحْرِ عُمَانٍ مَوْجُ ماءٍ إذا طَمَا … وبَحْرُكَ دُرٌّ مَوْجُهُ مُتَدَافِعُ

أُحَلِّيْكَ مَدْحًا لَم تَزَل عَنْهُ غَائِبًا … وقَدْ يَلْبَسُ السَّيْفُ الحُلَى وَهْوَ قَاطِعُ


(a) م: من.
(b) بعده في م: يقول.

<<  <  ج: ص:  >  >>