للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بَكْر بن أيُّوب بن شَاذِي المَلِك العادِل سَيْف الدِّين

واسْمُه مُحَمَّد، وقد سَبَقَ ذِكْرُهُ في المحمَّدين (١) من هذا الكتاب.

أبو بَكْر بن جُمْهُور

كان من المُجَاهِدين بطَرَسُوس، وقرأ القُرْآن على أبي بَكْر بن مُجَاهِد، وحَكَى عنه.

وَقَعَ إليَّ مُجَلّد فيه أجْزاء تتضمّن أخْبَارًا وحِكَايَاتٍ عن أبي نَصْر إبْراهيم بن عليّ بن عِيسَى بن الجراح، فقَرأتُ في بَعْضها ممَّا هو مُلْحقٌ بها، وليس بإسْنَادٍ: قال أبو بَكْر بن جُمْهُور، وكان ممّن يلزم طَرَسُوس ويُوَاصِل الغَزْو: كُنْتُ بين يَدَي أبِي بَكْر بن مُجَاهِد، رَحِمَهُ اللّهُ، حتَّى جاءه رَجُلٌ يُريد القِراءَهً عليه، فوجَده يُقْرئ رجُلًا قد تقَدَّمه، فجلسَ في ناحيةٍ من الحَلْقَةِ، فلمَّا فَرغ الأوَّلُ، قام فجلَسَ مَوضِعَهُ، ثُمّ ابْتَدأ يَقْرأ الحَمْد، وأرَادَ أنْ يَقْرأ أوّلَ سُوْرة البَقَرة، فلمَّا قال: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} (٢) قال له أبو بَكْر حتَّى تُتمّ الخَتْمَة الأوَّلَة ثمّ تَقْرأ غيرها، فقال الرَّجُل: وأيّ خَتْمَة يا أُسْتَاذ؟ قال: الّتي بلغْتَ منها إلى عَبَس، فاحْتَشَم الرّجُل، ونَهَضَ وقَرأ غيره، فسَألَهُ سائِلٌ عن الحَدِيْث، فقال: هو واللّهِ كما قال، ابْتَدأتُ عليه خَتْمَةً مُنذ ثَلاث عَشرة سَنَةً ولَم أفْرَغ منها، وبلغْتُ منها إلى عَبَس، وعَرَضَ لي سَبَبٌ فخَرَجْتُ إلى البَصْرَة، وطَالَتْ غَيْبَتِي فلم أقْدَم إلَّا في هذا الوَقْت.


(١) في الضائع من أجزاء الكتاب. وكانت وفاته سنة ٦١٥ هـ، وترجمته في: وفيات الأعيان ٥: ٧٤ - ٧٩، تاريخ الإسلام ١٣: ٤٥٣ - ٤٦١.
(٢) سورة البقرة، الآيتان ١ - ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>