كتاب بغية الطلب فى تاريخ حلب - ط الفرقان

حرف الألف - ومن أفراد حرف الطاء في آباء الأحمدين - ج: 2 - ص: 250

ومن أفرَاد حَرف الطَّاء في آباءِ الأحمدين

أحمَدُ بنُ طُغَان (١)

قَائِد مَذكُورٌ من قُوَّاد خُمَارَويْه بن أحْمَد بن طُوْلُون، وَلِيَ على طَرَسُوس وعلى جميع الثُّغُور الشَّامِيَّة في سَنَة تِسْعٍ وِسَبْعِين ومَائتَيْن، سيَّرهُ وَاليَاً عليها خُمَاروَيْه بن أحْمَد بن طُوْلُون، وعزلَ عنها مُحمَّد بن مُوسَى الأعْرَج، ودَخَلَها ابنُ طُغَان يَوْم الثّلاثَاء لثلاث عَشرة خَلَتْ من شَعْبان من السَّنَة.

ذكَر ذلك ابنُ أبي الأزْهَر والقُطْرُبُّلِيّ في تَارِيْخهِما الّذي اجْتَمَعا على تأليفه، وقالا في تَارِيْخهِما المَذْكُور، في سَنَة اثنتَيْن وثَمانِيْن وِمَائتَيْن: وفي شَعْبان، كان الفِدَاء بين المُسْلميْن والرُّوم على يد أحْمَد بن طُغَان، ووَرِدَ كتاب فيه: أُعْلْمُكَ أنَّ أحْمَد بن طُغان نادَى في النَّاسِ بحضُور الفِدَاء، وأنَّهُ خرَج إلى اللَّامُش (٢) مُعَسْكِر بالمُسْلميْن يَوْم الجُمُعَة لخمسٍ خَلَوْنَ من شَعْبان، وأنَّهُ صلَّى في الجَامعِ، ورَكِبَ منه، ومعه رَاغِب ومَوَالِيه، ووُجُوه البَلَد، والقُوَّادِ، والمَوَالِي، والمُطَّوِّعة، بأحْسَن زِيٍّ، وأكْمل عُدَّة، ووقعَ الفِدَاءُ يَوْم الثّلاثَاءَ لتسْعٍ خَلَوْنَ منه، فأقامُوا

---

(١) كان حياً سنة ٢٨٤ هـ، له أخبار مفرقة وذكر عارض ضمن مجريات الأحداث في الثغور الشامية نهاية القرن الثالث الهجري عند: الكندي: ولاة مصر ٢٦٥، الطبري: تاريخ الرسل ١٠: ٢٧ - ٢٩، ٤٦، ٥١، المسعودي: مروج الذهب ٥: ١٢١، ١٨١، التنبيه والإشراف ١٩٢، ابن الأثير: الكامل ٧: ٤٨٤ وفيه: طوغان وفي نسخة أخرى منه: طغان، ابن شداد: الأعلاق الخطيرة ١/ ٢: ٦٦ - ٦٧، ابن خلدون: العبر ٦: ١٣٩ - ١٤٠.
(٢) كذا قيده المؤلف بالشين المنقوطة، وغالبًا ما يرد بالسين، وهو نهر يقع إلى الغرب من قَلْميَة (مرسين الحالية)، وغرب طرسوس على مرحلتين منها. واسمه الآن: كوك صو Cokus Nhri ومعناه النهر الأزرق، لكن المصادر العربية تذكره بكل الاسمين: باسمه التركي "كوك صو" وبمعناه "النهر الأزرق". وذكره ياقوت في موضع آخر من معجمه (١: ٥٥) بلفظ: "نهر آلس"، وذكر أن الفداء بين الروم والمسلمين يقع عنده، واعتمد في إثباته بهذا اللفظ على ما ورد في بيتي شعر لأبي فراس والمتنبي في مدح سيف الدولة ابن حمدان. انظر: الإصطخري: مسالك ٦٩، ابن حوقل: صورة الأرض ٢٠١، المسعودي: التنبيه والإشراف ١٤٠، ١٧٧، ١٩٣ ياقوت: معجم البلدان ٥: ٨.