للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفضُل على النَّسَّابيْن في المقَال، فيَذْكر من صِفَةِ مَنْ ادَّعَاهُ ما لم يَذْكروا، ويُخْبر من خَبَرهِم بما لم يَخْبُروا، ويتعاطَى في الذَّيل تقْويم المَيْل من كُنْيَهَ مَنْ لم يُكْنَى، وتَمْييز الأكْبَر من الأصْغَر صِفَةً ومعْنى، وسرْد نَسَب لم يُسْرَد، وإيْراد عَقِب لم يُوْرَد. هذه كَرَامَةٌ ظَهَرت له، أزَالَتْ حِيْرَتَهُ وجَهْلَهُ، ما أقَلَّ عَقْلَهُ!.

قُلتُ: ولعِزِّ العَرَب في الطَّعْن في نَسَب ابن الجوَّانِيّ كلام يُشْبه كلامُه فيه، سَنْذكره إذا انْتَهَينا إلى تَرْجَمته (١) إنْ شَاءَ اللّهُ تعالَى، وكلاهُما ينسَب إليهما الدَّعْوى في النَّسَب.

ماتَ عِزُّ العَرَب أبو الحَسَن الإِدْرِيسِيّ بحَلَب في سَنَة عَشرٍ وسِّتمائة، وقَرَأتُ في بعض تعاليق الحَلَبِيّيْن أنَّهُ ماتَ في السَّنَة الحادية عَشرة والسِّتّمائة.

إِدْرِيسُ بن عُمَر بن عَبْد العَزِيْز بن مَرْوَان بن الحَكَم بن أبي العَاص بن أُمَيَّة بن عَبْد شَمْس الأُمَوِيُّ (٢)

رَوَى عن أَبِيهِ أَمِير المُؤمِنِين عُمَر بن عَبْد العَزِيْز. رَوَى عَنْهُ ابنُه خَلَفُ بن إِدْرِيس بن عُمَر، وكان بخُنَاصِرَة مع أبيهِ، وشَهِدَ وفاته بدَيْر سِمْعَان، مع مَنْ شَهِدَهُ من وُلْدِه، وقد ذَكَرَنا ذلكَ في تَرْجَمَةِ إبْراهيم بن عُمَر (٣).

أنبأنَا أبو البَرَكَات الحسَنُ بن مُحَمَّد بن الحَسَنِ، قال: أخْبَرَنا عَمِّي الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (٤)، قال: كَتَبَ إليَّ أبو مُحَمَّد حَمْزَة بن العبَّاس بن عليّ،


(١) ترجمة محد بن أسعد الجواني في جزء ضائع من الكتاب.
(٢) ترجمته في: تاريخ ابن يونس الصدفي ٣: ٣١ - ٣٣، تاريخ ابن عساكر ٧: ٣٧١، بدران: تهذيب تاريخ ابن عساكر ٣: ٣٤٠.
(٣) في الجزء - أو الأجزاء - الضائعة قبل هذا الجزء.
(٤) تاريخ ابن عساكر ٧: ٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>