للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَاتبْتُ دَهْري لمَّا تَصَدَّى … مُعَانِدًا لي وما رَثَي لي

فقال حَظّي: لا تَخْشَ نَقْصًا … فقد وَصَلْنا إلى الكَمَالِ

أقام إسْحَاق بن مَرَاجِل بحَلَبَ بعد ذلك إلى أنْ طَرَقَ التَّتَار البِلاد، وكَتَبَ فيها لبعض وُلاتها. وأخْبَرَني أخُوه أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ أنَّ ولادته كانت في سَنَة عَشر وسِّتمائة.

إسْحاقُ بن عليّ الرُّهَاوِيّ الطَّبِيْبُ (١)

طَبِيْبٌ فَاضِلٌ مُتَقَدِّم العَصْر، دَخَل حَلَب، وَقَفْتُ لهُ على مُصَنَّف في آدَابِ الأطِبَّاء (٢)، وذَكَرَ في كتابِه أشْيَاءَ جَرَت له بحَلَبَ.

إسْحَاقُ بن عَمَّار بن جِشّ بن مُحَمَّد بن جِشّ، أبو يَعْقوبَ الأزْدِيُّ المُهَلَّبيُّ

شَيْخُ المِصِّيْصَة وأَمِيْرُها، وكانَ مُقَدّمًا بالثُّغُور الشَّامِيَّة وإليه صَغِير أُمُورها وكَبيرها، وفَدَ على سَيْف الدَّوْلَة أبي الحَسَن عليّ بن عَبْد اللَّه بن حَمْدَان إِلى حَلَب في سَنَة إحْدَى وأرْبَعين وثَلاثِمائة في الْتِمَاس مَصَالِح الثُّغُور، وهو من وَلد قَبِيْصَةَ ابن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة، وكان من بني عَمّ الوَزِير الحَسَن بن مُحَمَّد المُهَلَّبيّ، وَزِير العِرَاق، وكان أمير المِصِّيْصَة، وعَاضَد سَيْف الدَّوْلَة ابن حَمْدَان وكَاثَفَه على إخْراج مُحَمَّد بن الحُسَين بن الَزَّيَّات عن وِلَايَة الثُّغُور وكان وَاليًا على الثُّغُور الشّامِيَّة، فلمَّا اسْتَوْلَى سَيْفُ الدَّوْلَة على الثُّغُور، لَم يَفِ لإسْحاق بن جِشٍّ بما عَاقَدَهُ عليهِ، ووَافَق


(١) ترجمته في: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ٣٤٢.
(٢) عنوانه: أدب الطبيب. انظر: ابن أبي أصيبعة ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>