للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذَكَرَ أبو عَبْد اللَّهِ بن خَالَوَيْه في أمَالي أمْلَاها أنَّهُ جَرَى بينَهُ وبين المُتَنَبِّي كَلامٌ آلَ به إلى أن قال له في مَجْلِسِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ: وهذا ابن بَطّة يقُول فيك لأنَّ أباكَ عِيْدَان (a) السَّقَّاءُ: [من المتقارب]

بحَقِّ المَزَادةِ والرّاوِيَهْ … وفَضْل الفُرَاتِ على السَّاقِيَهْ

وبالدَّلوِ تُزْهَى بأوْذَامِها (b) … ودَانِي مِياهِكَ والقَاصِيَهْ

ودَعْوَى النُّبُوَّةِ بينَ الوَرَى … بشِعْرٍ دَلَائلُهُ وَاهِيَهْ

وصَبْرِكَ لِلصَّفْع يُدْمِي القَفَا … بِجَيْرُونَ طَوْرًا وبالجابِيهْ

وبالشَّيْخِ عِيْدَانِ شَيْخِ الخَنَا … وبالطِّيْزِ من أُمِّكَ الزَّانِيَهْ

عَلَامَ جَحَدْتَ أبًا سَاقِطًا … وقُلْتَ أبي سَيِّدُ البَادِيَهْ

وقَد بانَ هَذا فلا تُخْفِهِ … فلَيْسَتْ أُمُوركَ بالخَافِيَهْ

ابنُ البَلِيغْ المَعَرِّيّ

واسْمُ البِليغْ إبراهيم بن الحَسَن، وابنُه هذا شَاعِرُ ظَفِرْتُ له بأبياتٍ في جُزءٍ يَتَضَمَّن ما رُثي به أبو العَلَاء أحْمَد بن عَبْد اللَّه بن سُلَيمان، قال جَامِعهُ: وَلَدُ البَلِيغْ المَعرِّيّ: [من البسيط]

قالُوا اقْتَصر في البُكَاء جَهْلًا … والعِلْمُ يَدْعُو إلى البُكَاءِ

وأيّ عَيْن تَكُفُّ دَمْعًا … بعد سَنَاها أبي العَلَاءِ

وَجدِيْ على فَقْدِهِ مُقِيمٌ … ما نجَمَتْ أنْجُمُ السَّمَاءِ

فما أُعزّي بني أخيْهِ … إذْ أنا خِلْوٌ منَ العَزَاءِ

ولو تَمَكَّنْتُ من فِدَاءٍ … ما سَبَقُونِي إلى الفِدَاءِ

فَظُفِّرُوا بالمُنَى جَمِيعًا … وبُلِّغُوا غَايَةَ البَقَاءِ


(a) جوَّده المؤلف بفتح العين في هذا الموضع وتاليه، وتقدم ضبطه في ترجمة المتنبي بالكسر.
(b) م: بأدوامها.

<<  <  ج: ص:  >  >>