للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

أيُّوب، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، إلى المَلِك الظَّاهِر غيَاث الدِّين غَازِي بن يُوسُف، رَحِمَهُ اللهُ، واجْتَمَعْتُ فيها بهِ، بدَار وَالدِي، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، ولَم يتَّفق لي سَماع شيءٍ منه، واجْتَمَعتُ به مِرَارًا بدِمَشْق بعدَ ذلك.

وكانت وِلادته سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِمائة، تُوفِّي بدِمَشْق في السَّنَة الَّتي مات فيها المَلِك العَادِل رَحِمَهُ اللهُ؛ وكانت وفاته سَنَة أرْبَع عَشرة وستِّمائة" (١).

سَهْلُ بنُ مُحَمَّد بنِ رَافِع بن المُحَيَّى الهِلَاليُّ، أبو المَحامِد الشَّاعِر

"حَدَّثَني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ، من لَفْظِه، قال: قَدِمَ أبو المَحامِد حَلَب مِرَارًا كَثيرة، مُسَتْرفِدًا من مُلُوكِها وأُمَرائِها، واجْتَمَعْتُ به، وكان حُلوِ المَنْطِق، فَصِيحُ العِبَارة، حَسَن الشِّعْر، وكَتَبتُ عنه شَيئًا من شِعْرِهِ، وتُوفِّيَ في رَجَب أو شَعْبان سَنَة ثلاث وعِشْرين وستِّمائة ببَعْلَبَكّ:

وممّا أنْشَدني لنَفْسهِ من قَصِيْدةٍ يَمْدحُ بها المَلِك الظَّاهِر غياث الدِّين غَازي ابن يُوسُف بن أيُّوب، ويَتَشوَّق فيها أهْله ووَطَنه: [من البسيط]

لي نَحْوَ رَامةَ قَلْبٌ شأنُه الطَّرَبُ … وعَبْرةٌ بعْدَ يوم البَيْنِ تَنْسَكبُ

وأنَّه كلَّما ناحَتْ مُطَوَّقَةٌ … تَكادُ من حرِّها الأَحشاءُ تَلتهِبُ

كم رُمْتُ كتْمانَ ما أُبدِيه من كَمَد … وباعَثُ الشَّوقِ يَعصِيْني فأنْتَحِبُ

يا حاديَ العِيسِ بالجرعَاءِ هل نَظَرتْ … عَيْنَاكَ مِثْلي مُعنّى شفَّهُ الوصَبُ؟

أحْشَاؤُهُ منْ جَوى التَّذْكارِ في حُرقٍ … وقَلبُه لفِرَاق الحيِّ مُكْتَئبُ

لا كان يَوْمُ ودَاعٍ كُنْتُ أحْذَرُهُ … والبَدْرُ يُسْفِرُ أحيانًا ويَنْتَقبُ


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٢: ٦٤ - ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>