===
وطَلْعةُ الشَّمسِ تَبْدو غيرَ آفِلَةٍ … مِنَ المَعاجرِ طَورًا ثُمَّ تَحْتَجِبُ
ودَّعتُ لَذَّة عيشي يَوْمَ فُرْقَتِها … ودَمْعُ عينيَ من هَوْلِ النَّوى سَربُ
فاستَعْبرَتْ ومطايا الحيِّ مُزْمِعَةٌ … سَيرًا يُسايرُهُ التَّقرِيبُ والخَبَبُ
فَخِلتُ حُمْرةَ خَدَّيها وأدمُعَها … راحًا تجُولُ على ناجودِها الحَبَبُ
لَمياءُ يُخبر عن شَهْد مُقبَّلُها … ويُخْجلُ الدُّرَّ منها ثَغْرُهَا الشَّنبُ
تُريك وجهًا يُريك الشَّمسَ طالعةً … سَبْطَ المَحاسِنِ لا خَالٌ ولا نُدَبُ
خَوْدٌ هِلَاليَّةُ الآباءِ لا أمَمٌ … يَقضي المَودَّة لي منها ولا صَقَبُ
من دُون رَشْفَ حُميا شَهْدِ ريقتها … بِيْضُ الصَّوارِم والعسَّالَةُ السّلبُ
قالتْ وقد أزْمعَتْ بي عن مَواِطِنها … مَيْساءُ مُضْمَرةٌ مُهْريَّةٌ نَجُبُ
ماذا الرَّحِيْلُ وقد غادْرتُ مَنْزِلَنا … صِفْرَ الجَوانِب لا وَرْقٌ ولا ذَهَبُ
فقُلْتُ خلِّي سَبِيْل الهَمِّ مُنْصرِفًا … غَازي بن يُوسفَ ذُخْرِي والمَدَى حَلَبُ
وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني سَهْل لنَفْسهِ من قَصِيْدةٍ يَمْدَح بها سُنْقُر الحَلَبيّ: [من الكامل]
مَلِكٌ يَسُرُّ المعتَفينَ لقاؤهُ … وتَخافُ شِدَّةَ بأسِه أُسْدُ الثَّرى
مُتَألِّقُ الأَضْوَاء يُحْمدُ وَفْدهُ … عندَ الصّباحِ بوَجْهِه غبَّ السُّرى
قَهَرَ الفَوارسَ قَبْلَ شَدِّ نِطاقِهِ … وأتَى المكَارِمُ يافِعًا وحَزَوَّرا
وحَوتْ مَناقبهُ مآثِرَ مَعْشَرَ … ما كان ذكرُهُم حَدِيثًا يُفْتَرى
ماضي ظُبَا العَزَمات لا يَعْتادُه … زَمَعٌ إذا صُبْحُ الأَسنَّة أسْفرا
يَلْقى الكتيبةَ غَيْرَ مُكْتَرثٍ بها … ويكُرُّ والأرْوَاحُ واهِيَةُ العُرَى
مُتَقلِّدٌ عَضْبًا كأنَّ مَضاءَه … قَدَرٌ لكُلِّ مُلِمَّةٍ قد قُدِّرا
ما شِيْمَ بَرْقٌ من مَضارِب حَدِّه … إلَّا كَسَا الآفاقَ مِرْطًا أحمَرا