للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمَّا كَتَمتُ الحُبَّ قالَتْ: لشَدَّ ما (a) … صَبرتَ وما هذا بِفِعْل (b) شَجي القَلْبِ

وأَدْنُو فَتُقْصِيْني فأبعُدُ طَالِبًا … رضَاها فتعتَدُّ التَّبَاعُدَ مِن ذَنْبي

فشَكْوَايَ تُؤْذيها وصَبْري يَسُرُّها … وتَجْزَعُ مِن بُعْدي وتَنْفِرُ مِن قُرْبي

فيا قَوْم هَل مِن حِيْلَةٍ تَعْرِفُونَها … أشِيْروا بها وَاسْتَوجِبُوا الأجْرَ مِن رَبِّي

أبو كَعْب الخَثْعَمِيُّ (١)

شَهِدَ صِفِّيْنَ مع عليٍّ (c) رَضِيَ اللَّهُ عنهُ، وقُتِلَ بها، وكان رَأس الخَثْعَمِيِّيْن من الكُوفَة.

أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن الصَّابُونِيّ إذْنًا، عن أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بن أحْمَد بن الخَشَّاب، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين بن الفَرَّاءِ، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر البَاقِلَّانِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عليِّ بن شَاذَان، قال: أخْبَرَنا ابنُ نِيْخَاب، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن الحُسَين، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى الجُعْفِيّ، قال: حَدَّثَنَا نَصْرُ بن مُزَاحِم (٢)، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بن سَعْد، قال: حَدَّثَني أبو عَلْقَمَة الخَثْعَمِيّ، قال: ثمّ اقْتَتلُوا قِتَالًا شَدِيْدًا؛ يعنى خَثْعَم الشَّام وخَثْعَم العِرَاق، قال: وحَمَل شَمِرُ بن عَبْد اللَّه الخَثْعَمِيّ، من أَهْلِ الشَّام على أبي كَعْب رَأسِ خَثْعَم الكُوفَة فطَعَنَهُ، فقَتَلَهُ، ثمّ انْصَرفَ يَبْكي ويقُول: رحمكَ اللَّهُ يا أبا كَعْب، لقد قَتلْتُكَ في طَاعةِ قَوْم أنْتَ أمَسُّ بي رَحِمًا منهم، وأحبُّ إلَيَّ نَفْسًا منهم، ولكن واللَّهِ ما أدْرِي ما أقُول، ولا أُرَى الشَّيطان إلَّا قد فَتَننا، ولا أُرَى قُرَيْشًا إلَّا قد لعبَتْ بنا. ووثَب كَعْب بن أبي كَعْب إلى رَايةِ أبيهِ فأخَذَها، ففُقِئت عَيْنُه، وصُرِعَ (d).

وذَكَرَ تَمَام القِصَّة، قد ذَكَرْناها في تَرْجَمَةِ شُرَيْح بن مَالِك (٣).


(a) م: أسد ما.
(b) م: يفعل.
(c) م: علي بن أبي طالب.
(d) تتمة العبارة في كتاب نصر: "وصرع منهم حول رايتهم ثمانون رجلًا"، وفي الرواية بعده ما يفيد بقاه كعب حيًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>