للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرَأتُ في مَجْمُوع وَقَعَ إليّ هذه الأبْيَات لسَعِيْد بن جِبَاءَة: [من الكامل]

أنا مَنْ عرفْتَ جَلادَةً وحزامَةً … لكِنْ ذَهبتُ مِنَ الهَوَى بُمغَرَّرِ

إنْ كُنْتَ لم تَخْبُرْ غَرَامي باللِّوَى … فاسْتَخْبِرِ الأحْيَاءَ عنِّي تُخْبَرِ

كم نَظْرَةٍ أبدَتْ أسَىً أَخْفَيتُهُ … عن نَاظِرِ الوَاشِي بما لَم يَنْظُرِ

لو كُنْتُ أَمْلِكُ أمْرَ قَلْبي لَم أكُن … ألْقَى الهَوَى إلا بحُكْمِ مُخبِّرِ

يا صَاحِ كم صَاحٍ تداخَلَ قَلْبَهُ … سُكْرُ الغَرَامِ ووَدَّ أنْ لَم يَسْكَرِ

ظَنَّ الهَوَى سَهْلًا فَوافَقَ صَعْبَهُ … مَعَ زَلَّةِ الشِّعرِ الّتي لَم تُغْفَرِ

سَعِيْدُ بن الحَاضِن الغَسَّانِيُّ الحَلَبِيُّ

قيلِ: إنَّهُ هو القائل في الحُسَين بن حَمْدَان حين كَتَبَ إليه المُقْتَدِرُ في إنْجَادِ ذَكَا الأعْور على بَني تَمِيْم، حين عَائُوا في بَلَدِ حَلَب وأفْسَدُوا فسَادًا كَثيْرًا، فأسْرَى إليهم من الرَّحْبةِ، وواقَعهم على خُنَاصِرَة، وأَسَرَ منهم جَمَاعَة، وقد ذَكَرْنا ذلك في تَرْجَمَةِ الحُسَين بن حَمْدَان (١)، فقال سَعِيْد بن الحَاضِن (٢): [من الرجز]

أصْلَح ما بين تَمِيْم وذَكَا

أَبْلجْ يُشْكِي بالرِّمَاح من شكَا

يُدلُّ بالجَيْشِ إذا ما سَلَكا

كأنَّهُ سُلَيْكَةُ بن السُّلَكَا


(١) ترجمة الحسين بن حمدان في الضائع من أجزاء الكتاب.
(٢) الشعر في زبدة الحلب ١: ٩٨، ولم ينسبه لأحد، قال: "ففي ذلك يقول شاعر من أهل الشام".

<<  <  ج: ص:  >  >>