الكتابة، وسَألتُهُ عن مَوْلِدهِ، فقال: في مُحَرَّم سَنَة ثلاثٍ وسِتِّين وخَمْسِمائة، وكان قد تَرَشَّح قَبْلَ مَوتهِ بأيَّام لوِزَارَة المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين دَاوُد ابن المَلِك المُعَظَّم ابن أبي بَكْر بن أيُّوب" (١).
عَبْد الرَّحيْم بن عليّ بن الحَسَن بن الحَسَن بن أحْمَد بن المُفَرِّج بن أحْمَد، القاضِي الفَاضِل مُحْيى الدِّين أبو عليّ ابن القاضِي الأشْرَف أبي الحَسَن اللَّخْمِيّ البَيْسَانِيّ الأصْل، العَسْقَلَانِيّ المَوْلد، المِصْريّ الدَّار
" قال الصَّاحِبُ كَمَال الدِّين بن العَدِيْم: وقال لي القاضِي بَهاء الدِّين بن شَدّاد، قَاضِي حَلَب: دَخَلتُ على القَاضِي الفَاضِل أوَّل دُخُولي عليهِ دَاره ومعي العِمَاد الكاتب، فلمَّا خَرَجنا قال لي العِمَاد: كيفَ رَأيْت القاضِي الفَاضِل؟ قُلْتُ: رَأيْتُ رَجُلًا قد أَتَاهُ اللّه أَرْبَعَة أَسبَاب:
السَّعَادَة؛ وهي تَدْعُو النّاس إلى المَيْل إليهِ، والاشْتِمَال عليه، وأتاهُ اللّه العِلْمِ؛ فإنَّهُ كان عالِمًا مُطلِعًا على سَائِر الْعُلُوم، آخِذًا من كُلِّ نَوْع منها بأوْفَر سَهْم، لا يَجْتَمع بهِ صَاحب عِلْم إلَّا وَيَخُوض مَعَه في عِلْمِهِ، وذلك من أَسبَاب السَّعَادَة لأَنَّ النَّاس يَميلونَ إلى إرشادِ عِلْمِهِ.
الثَّانِي: وهو كذلك، فإنَّهُ كان من أَكثر النَّاس وَرَعًا، وكان وَقْتُه لا يُخليه من تِلَاوَة قُرْآن أو التَّسْبِيح، وإنْ اتَّفق مَن يُكَلِّمهُ في حَاجَةٍ، كلَّمه ثُمَّ عَاد إلى ما كان عليه، وهذا أيضًا يَدْعو النَّاس إِليه، فإنَّهُم يمَيلونَ إلى ذِي الدِّيْن.