للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي كَرِيْمَ تَحيَّتي … قَوْمِي بجَرْعاءِ العُذَيْبِ وجِيْرَتِي

الذَّاهِبِيْنَ ولا اعْتِراضَ علَيْهِمُ … بحُشَاشَتِي والمُذْهِبِيْنَ بَقِيَّتِي

قَوْمٌ طَوَالَ الدَّهْرِ أشْهَدُهُمْ مَعِي … وهُمُ بأعْلَى حَاجِرٍ واحَيْرَتِي

أصْبُو لعزِّ جَمَالِهِمْ وإلى لَذِيْـ … ـذِ وِصَالِهِمْ يا بُعْدَ مَرْمَى صَبْوَتِي

وأصُدُّ عَنْهُمْ حَيْثُ كانَ مُرادُهُمْ … بُعْدِي وكُلِّي نَظْرَةُ المُتَلَفِّتِ

قَالُوا دَلَالًا حِيْنَ قُلتُ مِنَ الجَفَا: … قَدْ مُتُّ: مُتْ فَحيَيْتُ إذْ قَالُوا: مُتِ

مَن لي بِهِمْ والدَّارُ غَيْرُ بَعِيْدَةٍ … مِنْ دَارِهِمْ وَالشَّمْلُ غَيْرُ مُشَتَّتِ

أمُطَالِبِي بالصَّبْرِ والسُّلْوانِ ما … تَ لك البَقَا صَبْرِي الجَمِيْلُ وسَلْوَتِي

إنِّي مَلِيٌّ بالغَرَامِ ولَيْسَ لِي … بالصَّبْرِ عن أحْبَابنِا مِن ذِمَّةِ

إعْلَمْ بأنِّي في مَحَبَّتِهِم فَتىً … ما حالَ عن عَهْدِ الغَرَامِ وما فَتِي

وبأنَّ وَجْدِي ذلك الوَجْدُ الَّذي … تَدرُوْنَهُ وصَبَابَتِي تلكَ الَّتي

ما خَانَهُمْ كَلَفي القَدِيْمُ ولا وفَى … صَبْرِي ولم تَتَعَدَّهُمْ أُمْنِيَّتِي

إنْ شِئْتَ تَعْرِفُ صَنْعَةَ الحُبِّ الّتِي … صَحَّتْ بهِ حَالِي وحَالَتْ صِحَّتِي

فانْظُرْ لأحْمَرِ أدْمُعِي ولأصْفَرِ … من وَجْنَتِي ولأبيَضٍ في لِمَّتِي

واعْلَمْ عُلُوْمَ الوَجْدِ من حَالِي وَخُذْ … خَبَرَ الغَرَامِ وأهْلِهِ من سِيْرَتِي

فَيَقِلُّ إنْ نَسَبُوا إليَّ كُثَيِّرًا … وتَذِلُّ عَزَّةُ أنْ تُقَاسَ بِعِزَّتِي" (١).

مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِد بن عَبْد المُنْعِم بن يُوسُف بن حَرْب، أبو عبد اللهِ الحلَبيُّ الخَطِيْب البَغْدَاديُّ

" كان يَتَولَّى الخَطابَة بقَلْعةِ حَلَب المَحْرُوسَة بعد وَفاة وَالده. وكان رَجُلًا خَيِّرًا فَاضِلًا، عارِفًا بعِلْم العَرَبيَّة، حَسَن الشِّعْرِ.


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٦: ٢٥٣ - ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>