للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

حدَّثَ بحَلَب عن أبي الفَرَج الثَّقَفيّ وغيره، وسَمِعَ أبا الرَّجاء بن حَرْب، وابن أبي الحَواريّ. وكان يَقْرأُ عِلْم العَرَبيَّة بحَلَب.

ذَكَرَ ذلك كُلّه لي القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أدَامَ اللهُ سَعادَته، وقال: وكَتَبَ لي من شِعْرِهِ جُزءًا بخطِّهِ، وقَرأتُهُ عليه.

وحَدَّثني القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن بحَلَب، أسْعَدهُ اللهُ تعالَى، بمَنْزلةِ المَعْمُورِ في شَهْر رَبِيْع الآخر سَنةَ أرْبَعٍ وثلاثينَ وستِّمائة، قال: كُنْتُ يَوْمًا عندَ شَيْخنا أبي هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، رَحِمَهُ اللهُ، لسَماعِ الحَدِيث، وقد جاءَهُ الشَّريْف أبو هاشِم أحْمَد بن مُحَمَّد الصَّالِحيّ الحَلَبيّ ومعه رُقْعة فيها بَيْتان من شِعْرِهِ؛ وأنْشَدهما شَيْخنا أبا هاشِم المَذْكُور، وأنا أسْمَعُ، والبَيْتان: [من الكامل]

مَنْ وَدَّ أن عَدُوَّهُ أعْمَى فَلي … وُدّ بأنَّ لهُ عُيُونًا أرْبَعا

لِيرَى كَمَالي باثْنَتَيْنِ ونَقْصَهُ … بالأُخْرَيَيْنِ فلا يَزَالُ مُرَوَّعا

فسَألتُ شَيْخَنا أبا هاشِم عنهما؛ فقال: هُما للشَّريْف أبي هاشِم، وأنا اقْتَرَحتُ عليه هذا المَعْنى، فإنَّهُ مَعْنى أحْفَظه في شِعْر الفارسيَّة.

ثُمَّ اجْتَمَعْتُ بعد ذلك بالخَطِيْبِ أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن عبد الوَاحِد الحَلَبيّ؛ فأخْبَرني أنَّ شَيْخَنا أبا هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل اقْتَرحَ عليه هذا المعْنَى، فنَظَمه وأنْشَدنيه لنَفْسهِ: [من المنسرح]

يا مَنْ تمنَّى العَمَى لحاسِدِه … ليتَ حَسُودي بأعْيُنِ أرْبَعْ

تَنْظُرُ ثِنْتاهُما إِلى نِعَمِ الـ … ـرَّحْمنِ عندي ومَجْدِيَ الأرَفَعْ

وتَنْظُرُ الأُخْرَيانِ خِسَّتَهُ … والنَّوْكَ منْهُ وحالَهُ الأشْنَعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>