===
فمَا أرى لذَّةَ الحياةِ سِوى … كَبْتِ عَدُوٍّ وحاسِدٍ يُقْمَعْ
وقال أيضًا: [من السريع]
عَنَّفَني في حُبِّه مَعْشَرِي … ولامَني فيه أودَائي
وكيفَ أسْلُوهُ وهَلْ غيرُهُ … يَذْهَبُ بالهَمِّ وبالدَّاءِ
وأنْشَدَنِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَنَفيّ: أنْشَدني الخَطِيْب لنَفْسهِ أبْيَاتًا كَتَبَها، وهو بالبِيْرة يَتَشوَّق حَلَب وأهْله: [من الطويل]
يَقَرُّ لعَيْنِي أنْ أرُوحَ بجَوْشَنٍ … وماءُ قُوَيْقٍ تحتَهُ مُتَسَرِّبا
لقد طُفْتُ في الآفاقِ شَرْقًا ومَغْرِبًا … وقلَّبْتُ طَرْفِي بينَها مُتَقَلِّبا
فلم أرَ كالشّهباءِ في الأرضِ مَنْزِلًا … ولا كَقُوَيْقٍ في المَشَارِب مَشْرَبا
جعلْتُ شِعارَ الوَجْدِ بي بعدَ بُعْدُكْم … شعارًا ومَجْرَى مُذْهَبِ الدَّمْعِ مَذْهَبا
لعلَّ زمانًا قد قَضَى بفِراقِنا … يُرِيْني قريبًا شَمْلَنا مُتَقَرَّبا
وقال أيضًا: [من الطويل]
متى يَظْفَرُ المُشْتاقُ منكُمْ بنَظْرَةٍ … تَقَرُّ بها عَيْنٌ ويحْيا بها قَلْبُ؟
أطَلْتُمْ عَذابِي بالقَطِيعَةِ والقِلَى … وإنَّ عَذابي في مَحَبَّتكُمْ عَذْبُ
إذا كانَ حظِّي هَجْرُكْم في بِعادُكْم … وفي قُرْبِكُمْ فالبُعْدُ سِيَّانَ والقُرْبُ
وقال أيضًا: [من السريع]
اذْكرْتَني عَهْدَكَ بعدَ النَّوى … والبَيْنُ قدْ أرْخَى عِنانَ الهَوى
يا حاجِرًا يَبْكي على حاجِرٍ … ولاويًا يَنْدُبُ سِقَطَ اللِّوى
لو كنتَ في دَعْوى الهوَى صادِقًا … قَطَعْتَ بالسَّيرِ وَريدَ النَّوى