" أخْبَرني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَلَبيُّ أنَّ هذه القَرْيَة [الشِّيْحَة] يُقال لها شِيْح الحَدِيْد، وقال: ومنها يُوسُف بن أسْبَاط"(١).
يُوسُف بن رَافعٍ بن تَمِيْم بن عُتْبَة بن مُحَمَّد بن عَتَّاب، أبو المحاسِن الأسَديُّ المعرُوف بابن شَدَّاد
القاضِي الإمام الصَّاحِب من أهْل المَوْصِل قاضي قُضاة حَلَب.
"ذَكَرهُ الصَّاحِبُ السَّعِيْد أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة في كِتابِهِ، وقال: اشْتَغَلَ في صَدْرِ عُمرِهِ بالقُرآنِ الكَرِيم، فأحْكمَ فُنُونه.
قال لي: لَزِمْتُ القُرْطُبي إحْدَى عَشرةَ سَنَة.
وقال: رَأيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ذات ليلة فيما يرى النَّائم وكان معهُ شَخْصان يَغْلِب على ظَنِّي في النَّوم أنَّهما أبو بَكْر وعُمَر رَضِي اللهُ عنهما، وكأنَّني جَعَلتُ أمْشِي بين يديهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم خِدْمةً لَهُ، وآخُذ الأحْجَارَ من طَريقهِ بيَدي اليُمْنى وأضَعها في يَدِي اليُسْرى وأُلْقيها، فمَشَيتُ هكذا بينَ يَديه. ثُمَّ خَطَرَ لي أنْ ألْتَفتَ إليهِ وأسألهُ أنْ يَدْعو لي، فلمَّا هَمَمتُ بذلك، قلتُ في نفسِي: لا أتْرك خِدْمته صَلَّى اللهُ عليه وسَمَّ لحظِّ نفسِي؛ فَمَرَرْتُ بينَ يَديهِ على حالي ولم أسأله شَيئًا إلَّا أنِّي اسْتَيقظت.