قال الخَطِيبُ: هكذا حدَّثناهُ أبو طَالِب من أصل كتابهِ، وقد سَقَطَ منهُ ألْفَاظُ كَثِيْرةُ ففَسَد بذلك وصَوَابهُ ما أخبرناهُ أبو عَبْد اللّه الحُسَين بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن القَاسِمِ المَخزُويّ، قال: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نُصَيْر (a) الخُلدِيّ إمْلاءً، قال: حَدَّثَنَا أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن يُوسُف التُّركِيّ، قال: حدَّثَنَا إسحاق بن مُوسَى، قال: سألتُ أبا بَكْر بن عَيَّاش، وعنده هِشَام بن الكَلْبيّ، فأخبَرَنا عن أبي حَصِيْن، عن أبي بُرْدَة، قال: كُنْتُ عندَ عُبَيْد الله بن زِيَاد فأُتي برُؤوسٍ من رُؤوس الخَوَارِج، فجعلتُ كُلَّما أُتى برأسٍ أقول: إلى النّار، إلى النَّار، فعَيَّرني عبدُ اللّه بن يزيد الأنْصَاريّ وقال: يا ابن أخ، وما تَدْري؟ سَمِعْتُ رسُولَ اللّه -صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم- يقُول: جُعِلَ عَذَاب هذه الأُمَة في دُنْياها.
كذا قال الخَطِيبُ: وقد سقَط منه ألفاظ كَثِيْرة ففسَدَ بذلك.
قُلتُ: والظَّاهر أنَّهُ تصحَّفَ يَزِيد بزياد لا غير، والصَّوَاب: كنتُ جالِسًا عند عبد اللّه بن يَزِيد فقال: سَمِعْتُ رسُول اللّه -صلَّى اللّهُ عليه وسلَّم-، وذكَر الحَدِيْث، ولم يَذكر أنَّهُ كان عند عُبَيْد اللّه بن زِيَادَ، ولا أنَّهُ أتي برُؤوس الخَوَارِج، فلا يفسُد الحَدِيثُ، واللهُ أعْلَمُ.
أحمدُ بن صالح المِصرِيُّ، أبو جَعْفَر الحافِظ المَعرُوف بابنِ الطَّبَريّ (١)
حَدَّثَ عن عبد اللّهِ بن وَهْب المِصْرِيّ، وإسمَاعِيْل بن أبي أُوَيس؛ وإبْراهيم بن الحَجَّاج، وعَنْبَسَة بن خَالِد، وعبد اللّه بن نَافع.
(a) جاء في نشرة تاريخ بغداد محرفًا نصر، وصوابه المثبت بالتصغير، وهو المشهور أيضًا بالخواص؛ ويأتي ذكره تاليًا في عديد المواضع. وانظر: تاريخ ابن عساكر ٦: ٣٦٤.