للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَفَر تُوفِّي الشَّيْخ المُفِيدُ أبو العبَّاس أحْمَد بن سَلْمَان بن أحمَد بن سَلمان بن أبي شَرِيك البَغْدَاديُّ الحَرْبِيُّ المُقْرِئ المَعْرُوف بالسُّكَّر ببَغْدَاد، ودُفِنَ من الغَدِ ببَاب حَرْب، ومَوْلدُه سَنَة تِسْعٍ وثَلاثين أو سَنَة أرْبعين وخَمْسِمائَة.

قرأ القُران الكريمِ ببَغْدَاد بالقِرَاءَات الكَثِيْرة على أبي الفَضْل أحْمَد بن مُحَد بن شُنَيْف، وأبي مُحَمَّد يَعْقُوب بن يُوسُف المُقْرِئ، وبوَاسِط (a) على القَاضِي أبي الفَتْح نَصْر اللّه بن عليّ بن الكَيَّال، وأبي بَكْر عبد اللّه بن منْصُور بن البَاقِلَّانِيّ، وسَمِعَ الكَثِيْر من أبي القَاسِم سَعيد بن أحْمَد بن البَنَّاء، وأبي الفَتْح مُحَمَّد بن عَبْد البَاقي بن أحمد، وأبي السَّعَادَات ظَافِر بن مُعاوِيَة الحَرْبيّ، وخَلْق كَثِيْر، وسَمِعَ بمَكَّة شَرَّفَها اللّهُ تعالَى، وبدِمَشْق والقُدْس وغيرها.

وأَقْرأ وحدَّثَ ببَغْدَاد والشَّام، وكان مُفِيْدًا لأصْحَاب الحَدِيْث، كَثِيْر الخَيْر، كَثِيْر التِّلَاوة للقُرْآن الكريم، كَثِيْر القيام به، ويُكرِّرُ (b) قيامه به في رَكْعَة أو رَكْعَتين.

وعُرف بالسُّكَّر لأنَّ أباهُ كان وهو صَغِيرٌ يُحبّه مَحَبَّة كبيرة، وإذا أقْبَل عليه وهو بين جَمَاعةٍ أخَذَهُ وضمَّهُ إليه وقبَّلَهُ، وكان قَوْمٌ يلومُونَه على إفْراط مَحبَّته له، فيقول: إنَّهُ أحْلَى في قَلْبي منَ السُّكَّر، وتكرَّر ذلك منه، فَلُقِّبَ بالسُّكَّر، وغَلَبَ عليه حتَّى كان لا يُعْرَف إلَّا بهِ.

أحمدُ بنُ سَلْمَان بن الحَسَن بن إِسْرَائِيل بن يُونُس، المَعْرُوف بالنَّجَّاد، الفَقِيه الحَنْبَلِيُّ (١)

كان فَقِيهًا مُفْتِيًا، ومُحَدِّثًا مُتْقِنًا، وَاسِع الرِّوَايَة، مَشْهُور الدِّرَايَة، قَدِمَ حَلَب،


(a) المنذري: وقرأ بواسط.
(b) المنذري: وتكرر.

<<  <  ج: ص:  >  >>