للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عَبْد اللَّه الشَّرِيفُ الحُسَيْنيُّ الزَّمِنُ الفَاسِيُّ (١)

من أهْلِ فاس؛ مَدِينَة بالمَغْرب، أحَدُ الأوْلِيَاء الصَّالِحين، نَزَلَ حَلَب (a) وسَكَنها، وأقامَ بها إلى أنْ ماتَ بها بعد أنْ أُقْعِد.

وسَمِعْتُ عَمِّي أبا غَانِم يُثْنِي عليه، ومَضَيْتُ مع عَمِّي ووَالدِي إلى زِيَارته وهو مُقْعدٌ، وتَبرَّكْتُ بهِ.

وأخْبَرَني عَمِّي أبو غَانِم (٢)، قال: أخْبَرَني الشَّريفُ أبو عَبْد اللَّه الفَاسِيّ الزَّمِن، قال: للمَحْمُوم يُنْجَم الماء وتَقْرأ عليه: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} (٣)، {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} (٤)، {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (٥)، {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} (٦)، ويَرشّ الماء على المَحْمُوم عند أخْذها إيَّاهُ، وكان عَمِّي يَسْتَعمل ذلك للمَحْمُوم.

تُوفِّي الشَّريف الزَّمِن الفَاسِيّ بحَلَب قبل السِّتِّمائة، ودُفِنَ في تُرْبَة (b) الشَّيْخ أبي الحَسَن الفَاسِيِّ خارج باب الأرْبَعِين.

وكان قد اجْتَمَع بحَلَب ثلاثةٌ من الأوْلِيَاء الصَّالِحين من أهْلِ فَاس، فدفنُوا كُلّهم في هذه التُّرْبَة: الشَّريف الزَّمِن هذا، والشَّيْخِ عَبْد الحَقّ الفَاسِيّ، والشَّيْخ أبو الحَسَن الفَاسيّ، وكُلّهم اجْتَمَعْتُ بهِ، نَفَعنا اللَّه ببرَكتهم.


(a) الأصل: حلبها.
(b) في الأصل بالباء وإهمال الحرف الثالث: برية، وانظر كلام المصنف عقبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>