للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وكانت وِلَادته بحَلَب سَنَة ثَمانٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائة، وتُوفِّي بسيْوَاش في صَفَر سَنَة إحْدَى وعِشْرين وستِّمائة. وكان وَجِيهًا عندَ السُّلْطان مَلِك الرُّوم، ووَلِيَ قَضَاء آقْشَهر، ثُمّ قَضَاء سِيْوَاش.

ثُمّ أنْشَدني، قال: أنْبأني أبو عَمْرو عُثْمان بن الشَّاقَّانِيّ، قال: أنْشَدني خالِي أبو عَبْد الله الشَّاقَّانيّ لنَفْسهِ: [من الخفيف]

لا تَلِنْ للخُطُوبِ واصْلُب فمَنْ لا … نَ تَوَالَى عليْهِ قَرْعُ الخُطُوبِ

إنَّ ضَرْبَ الحَدِيْدِ ما كان إلَّا … حيثُ أبدَى لِيْنًا بِحَرِّ اللَّهِيْبِ" (١).

مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن العَرَبيّ الحَاتِميّ الطَّائيّ المَعْرُوف بابن العَرَبيّ الأنْدَلُسِيّ، مُحْيي الدِّين أبو عَبْد الله

" ومن لَطَائِف ما حَكَى عنه الشَّيْخ كَمال الدِّين بن العَدِيْم، رَحِمَهُ اللهُ، قال: أخْبَرني أبو عَبْد الله بن العَرَبيّ، وذَكَرَ نَسَبه، قال: كُنْتُ أطُوف باللَّيْل، فطافَ قَلْبي وهو في حال كُنْت أعْرفه، فخَرَجتُ من البَلاط لأجْلِ النَّاس، وطُفْتُ على الرَّمْل وذلك في اللَّيْل، فحَضَرتني أبْيَات، فأنْشَدتُها، أسْمِع بها نَفْسِي ومَن يَلِيني لو كان هُناك أحَد: [مجزوء الرمل]

لَيْتَ شِعْري هل دَرَوْا … أيَّ قَلْب مَلَكُوا

وفُؤادي لو دَرَى … أيّ شِعْبٍ سَلَكُوا

أتُرَاهُم سَلِمُوا … أم تُرَاهُم هَلَكوا

حارَ أرْبابُ الهَوَى … في الهَوَى وارْتَبَكوا


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٦: ٢٥٧ - ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>